في ذكرى انتصارات أكتوبر.. أهمية الدفاع عن الوطن | أزهري يوضح (خاص)

أكد الشيخ وليد العويسي، أحد علماء الأزهر الشريف، أن الدفاع عن الوطن واجب شرعي وأمانة عظيمة حث عليها الإسلام، مشيرًا إلى أن الشريعة الغراء جعلت حماية الأرض والعِرض والمال من أسباب نيل الشهادة في سبيل الله.
وأوضح العويسي في تصريحات خاصة ل " نيوز رووم "أن النبي ﷺ قال: «من قُتِل دون دمه فهو شهيد، ومن قُتِل دون ماله فهو شهيد، ومن قُتِل دون عرضه فهو شهيد»، مبينًا أن هذا الحديث الشريف يبرز قيمة الدفاع عن الحقوق الأساسية للإنسان، وفي مقدمتها حماية الوطن الذي يحتضن الأهل والدين والعرض.
وأضاف أن رسول الله ﷺ كان القدوة في الدفاع عن وطنه، فقد شارك في الغزوات لحماية المدينة المنورة، وحفَّز الصحابة الكرام على الجهاد بقوله: «قوموا إلى جنةٍ عرضها السماوات والأرض»، كما كان يذكّرهم بأن المجاهد الصادق بين إحدى الحسنيين: النصر أو الشهادة.
وأشار العويسي إلى أن من يُقتل دفاعًا عن وطنه يُعد شهيدًا عند الله تعالى، لأن حماية الأوطان جزء من حفظ مقاصد الشريعة التي جاءت لصيانة النفس والدين والمال والعرض. وقال: «كما قال العلماء: الأرض مثل العرض، ومن ضيّع أرضه فكأنما ضيّع شرفه».
وختم الشيخ وليد العويسي حديثه مؤكدًا أن ذكرى انتصارات أكتوبر تذكّرنا بعزيمة الرجال الذين ضحّوا بأرواحهم لتبقى راية الوطن عالية، داعيًا الشباب إلى الاقتداء بهم، وغرس حب الوطن والعمل لأجله في القلوب والأفعال، فحب الوطن من الإيمان، والدفاع عنه عبادة يثيب الله عليها المجاهدين الصادقين.
في ذكرى انتصارات أكتوبر.. مفهوم الوطن في الدين؟ أزهري يوضح | خاص
في مثل هذه الأيام من كل عام، تستعيد الأمة العربية والمصرية ذكرى نصر السادس من أكتوبر المجيد، ذلك اليوم الذي سطّر فيه أبناء الوطن أروع معاني البطولة والفداء. وفي هذه المناسبة الوطنية الخالدة، أكد الشيخ عبده الأزهري، أحد علماء الأزهر الشريف، أن حب الوطن في الإسلام ليس مجرد شعور إنساني، بل هو قيمة راسخة في العقيدة، وواجب ديني وأخلاقي.
وقال الأزهري في تصريحات خاصة لـ«نيوز رووم» إن القرآن الكريم أرسى مفهوم الوطن من خلال تأكيده على حق الإنسان في الاستقرار والعيش الآمن في أرضه، مشيرًا إلى قوله تعالى:﴿الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ﴾ [الحج: 40].
وأوضح الأزهري في تصريحات خاصة لـ«نيوز رووم» أن الله تعالى اعتبر الإخراج من الديار ظلمًا وعدوانًا، مما يدل على أن الوطن جزء من كرامة الإنسان، وأن الدفاع عنه دفاع عن الدين والكرامة الإنسانية، كما جاء في قوله تعالى:﴿وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ﴾ [الحج: 40].
وأضاف أن النبي محمد ﷺ كان أصدق مثال في حب الوطن، مشيرًا إلى حديثه الشريف عندما خرج من مكة مهاجرًا فقال: "والله إنكِ لأحب بلاد الله إليّ، ولولا أن قومكِ أخرجوني منكِ ما خرجتُ". (رواه الترمذي)
وأشار إلى أن هذا الحديث يجسد أسمى صور الانتماء للوطن، فحب النبي ﷺ لمكة لم يكن مجرد عاطفة، بل كان باعثًا على العمل والبناء والإصلاح في المدينة المنورة بعد الهجرة.
وأكد أن الدفاع عن الوطن في الإسلام فريضة شرعية، مستشهدًا بقول النبي ﷺ: "من قُتِل دون ماله فهو شهيد، ومن قُتِل دون دمه فهو شهيد، ومن قُتِل دون أهله فهو شهيد". (رواه أبو داود والترمذي)
وأوضح أن من يُقتل دفاعًا عن أرضه ووطنه ينال أجر الشهيد، لأنه يدافع عن الكرامة الجماعية للأمة، مؤكدًا أن أبطال أكتوبر جسّدوا هذا المعنى الإيماني بأسمى صوره عندما قدّموا أرواحهم فداءً للوطن وعقيدتهم.
وأشار الأزهري إلى أن حب الوطن لا يقتصر على الكلام والشعارات، بل يظهر في العمل والإخلاص والإتقان، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ﴾ [التوبة: 105].
وقال إن من يعمل بصدق ويبني وطنه بإخلاص فهو مجاهد في سبيل الله بمعناه الواسع، لافتًا إلى حديث النبي ﷺ: "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملًا أن يتقنه".
واختتم تصريحه بالتأكيد على أن الوطن في ميزان الإسلام قيمة من قيم الإيمان، فهو ليس مجرد أرض وحدود، بل مهد الأمن والكرامة والانتماء، مضيفًا: "الاحتفال بنصر أكتوبر ليس مجرد ذكرى عابرة، بل هو تجديد للعهد مع الله والوطن على أن نحافظ على الأرض كما حفظها الأبطال، وأن نُورّث أبناءنا حب الوطن عملاً وبناءً لا قولاً فقط".