إعجاز قائم على الإرادة.. كاتب: عبقرية نصر أكتوبر تجاوزت المقاييس العسكرية

قال الكاتب الصحفي علي السيد، إن نصر أكتوبر عام 1973 لم يكن مجرد انتصار عسكري، بل كان "تجسيدًا فريدًا للإرادة المصرية التي حولت المستحيل إلى واقع".
"إعجازًا قائمًا على الإرادة"
وأشار خلال حواره مع الإعلامية عزة مصطفى عبر برنامجها "الساعة 6" المذاع على قناة الحياة، إلى أن هذا الانتصار أثبت أن "الإبداع قادر على التغلب على أعقد الحسابات الاستراتيجية".
وأوضح أن جميع المقاييس العسكرية والعلمية في ذلك التوقيت كانت تشير إلى استحالة عبور الجيش المصري لقناة السويس واقتحام خط بارليف المنيع، مشيرا إلى أن الخبراء "أجمعوا أن مصر كانت بحاجة لسلاح المهندسين الأمريكي والسوفيتي معًا لتتمكن من العبور"، لكن ما حدث كان "إعجازًا قائمًا على الإرادة".
استخدام خراطيم المياه لهدم الساتر الترابي
وسلط الكاتب الصحفي الضوء على الحلول الإبداعية التي ابتكرها العقل المصري للتغلب على التحديات، موضحا أن فكرة استخدام خراطيم المياه لهدم الساتر الترابي، والاستعانة باللغة النوبية كشفرة لتضليل العدو، وبطولات الغواصين الذين أغلقوا أنابيب النابلم، كلها أمثلة على "عبقرية لم تكن في أي كتاب عسكري".
وأضاف أن هذه العبقرية "نبعت من إرادة المصري الذي إذا صمم على فعل شيء، فإنه يفعله"، مؤكدا أن الإرادة هي السلاح الأقوى الذي تمتلكه مصر، والذي لا يظهر في أي موازين قوى تقليدية.
واستطرد السيد بذكر البطل عبد العاطي، صائد الدبابات الأسطوري، كنموذج حي لهذه الإرادة، متابعا: "لم يكتفِ بإصابة دبابة أو اثنتين، بل ظل يقاتل ويصطاد دبابات العدو طالما كان فيه نفس"، منوها إلى أن هذه هي "روح المقاتل المصري التي صنعت النصر".
من جانبه، قال العميد الدكتور طارق العقاد، الخبير الاستراتيجي والاقتصادي العسكري، إن نصر أكتوبر عام 1973 كان ثمرة تكاتف "شعب مصر بأكمله" خلف قيادته وقواته المسلحة.
"النصر لا يُمنح، بل يُنتزع"
وأكد العقاد خلال حواره مع الإعلامية عزة مصطفى عبر برنامجها "الساعة 6" المذاع على قناة الحياة، أن هذا التلاحم الوطني يمثل "الدرس الأهم" الذي يتعين على الأجيال الحالية والمستقبلية استلهامه.
و أوضح الخبير الاستراتيجي أن "النصر لا يُمنح، بل يُنتزع"، مضيفا أن انتزاع النصر في 73 استلزم توافر ثلاثة عناصر رئيسية هي: "قوة عسكرية قادرة، وتكاتف مؤسسات الدولة، وجبهة داخلية موحدة وصلبة".
وتابع: "أن الشعب المصري كان شريكًا أصيلًا في النصر، من خلال "سندات الجهاد" والتفافه حول جيشه، مما أدى إلى صناعة ملحمة وطنية متكاملة.