باحث: المقاومة اللبنانية تمتلك القدرات العسكرية واستراتيجية ضبط النفس (فيديو)

أكد الدكتور زكريا حمدان، الباحث السياسي اللبناني، أن المقاومة اللبنانية ما تزال تمتلك قدرات عسكرية كافية لمواصلة أي مواجهة محتملة مع إسرائيل، رغم التوترات المتزايدة.
وأوضح حمدان، خلال تصريحات أدلى بها لقناة "إكسترا نيوز"، أن التصعيد الإسرائيلي في المرحلة الحالية يهدف إلى تحقيق أهداف عسكرية وسياسية لم تكتمل بعد، ويعيد إنتاج نفس السيناريو الذي بدأ به الاحتلال مع بداية الحرب.
وأشار إلى أن إسرائيل تسعى لاستغلال الظرف السياسي الراهن للضغط على لبنان وإحراج الأطراف الداخلية، فيما تظل المقاومة على موقفها المتحفظ إزاء الانجرار إلى تصعيد أوسع، خصوصًا في ظل وجود ضمانات دولية تمنع انزلاق الأمور إلى حرب شاملة.
الصواريخ المجهولة
وعن الجهة التي أطلقت الصواريخ الأخيرة من لبنان، أوضح حمدان أن الحكومة اللبنانية لم تعلن حتى الآن هوية الطرف المسؤول عن إطلاق هذه الصواريخ، مما يثير المزيد من التساؤلات حول طبيعة الأحداث الأخيرة.
وأكد حمدان أن المسؤولية تقع على عاتق السلطة اللبنانية في كشف ملابسات هذه الحوادث، خاصة أن وقف إطلاق النار كان يهدف أساسًا إلى تجنيب لبنان الدخول في حرب جديدة، وليس إفساح المجال أمام إسرائيل لمواصلة هجماتها دون رد.
وأضاف الباحث أن غياب موقف رسمي واضح بشأن هذه التطورات قد يُضعف الجبهة الداخلية اللبنانية ويعطي مبررًا إضافيًا لإسرائيل لتوسيع عملياتها العسكرية، وهو ما يتطلب تحركًا سريعًا من قبل السلطات لاحتواء الموقف وكشف الحقائق.
الضمانات لضبط الإيقاع
وفيما يتعلق بالوضع الداخلي اللبناني، أوضح حمدان أن هناك اتفاقًا داخليًا يحظى بضمانة الولايات المتحدة وفرنسا، ويعكس وجود تنسيق بين رئيس الجمهورية والمقاومة بهدف تهدئة الأوضاع ومنع التصعيد، وأضاف أن هذا الاتفاق يتضمن ضوابط محددة تهدف إلى احتواء أي تطور عسكري قد يؤدي إلى حرب شاملة.
وأشار إلى أن وجود هذه الضمانات الدولية يعكس رغبة في الحفاظ على الاستقرارالنسبي في لبنان، لكنه في الوقت ذاته لا يُلغي حقيقة أن إسرائيل قد تحاول تجاوز هذه الضمانات وفرض أمر واقع جديد على الأرض، مستغلة أي فراغ سياسي أو أمني داخل البلاد.

التصعيد الإسرائيلي
وحول أهداف إسرائيل في المرحلة الحالية، قال حمدان إن التصعيد الإسرائيلي يبدو وكأنه محاولة لإحراج القوى اللبنانية ودفعها نحو اتخاذ مواقف متشنجة قد تؤدي إلى تصعيد أكبر.
لكنه شدد على أن المقاومة اللبنانية تدرك هذا المخطط وتسعى إلى تجنب الوقوع في فخ التصعيد، لا سيما أن هناك توافقًا داخليًا على ضرورة الالتزام بالضمانات الدولية وعدم الانجرار إلى مواجهة مفتوحة.
وأكد على أن الوضع في لبنان لا يزال هشًا، وأن أي تصعيد غير محسوب قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة على المستويين السياسي والأمني، مشددًا على أن المقاومة، رغم التزامها بضبط النفس، لا تزال تمتلك القدرات العسكرية التي تمكّنها من الرد في حال استدعت الضرورة ذلك، مما يجعل المشهد مفتوحًا على كل الاحتمالات في ظل استمرار التوترات الإقليمية.