النهر الجديد.. كيف نجحت مصر في حماية مواردها المائية بعد أزمة سد النهضة؟

تقوم الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي بتنفيذ العديد من المشروعات القومية خلال السنوات الماضية ومن ضمنها المشروعات التنموية، حيث بدأت الحكومة في تنفيذ مشروع النهر الجديد أو ما يطلق عليه النهر الصناعي أحد أبرز المشروعات المائية الاستراتيجية التي تهدف إلى تعزيز الأمن المائي والزراعي في البلاد.
مشروع النهر الجديد
ويشكل المشروع شريانًا مائيًا موازيًا لنهر النيل، يربط بين الدلتا الجديدة ومدينة الشيخ زايد غرب القاهرة، بما يساهم في دعم الزراعة وتوفير مصادر مياه إضافية للمناطق المستهدفة.
ويأتي هذا المشروع في ظل استمرار الخلافات بين إثيوبيا ودول المصب حول سد النهضة، إذ لم يتم التوصل بعد إلى اتفاق حول تشغيله، ما دفع الحكومة إلى اتخاذ خطوات استباقية لضمان حماية مواردها المائية. ويعتبر بناء النهر الجديد جزءا من الاستراتيجية المصرية لمواجهة أي تأثيرات محتملة للسد على حصتها من المياه.
مشروع متكامل لتعزيز الأمن المائي والزراعي
ويعد هذا المشروع مشروع ركيزة أساسية في استراتيجية مصر لتعزيز الأمن المائي والزراعي، حيث يعتمد على نقل المياه المعالجة من محطات كبرى مثل بحر البقر والمحسمة عبر مسار هندسي يمتد لأكثر من 170 كيلومترًا، لتغذية مناطق التوسع الزراعي في الدلتا الجديدة وشرق العوينات، وصولاً إلى التجمعات العمرانية الحديثة في الشيخ زايد و6 أكتوبر.
إعادة توزيع التنمية الزراعية والعمرانية
ويعد المشروع أكثر من مجرد قناة مائية، فهو مبادرة متكاملة لإعادة توزيع التنمية الزراعية والعمرانية، إذ يشمل إنشاء محطات رفع ضخمة وشبكات ري حديثة تعتمد على تكنولوجيا التحكم الذكي لتقليل الفاقد وضمان استدامة الإمدادات المائية على مدار العام، بما يمكّن من زراعة نحو 2.8 مليون فدان إضافية ضمن الرقعة الزراعية لمصر.
شريانًا مائيًا موازيًا لنهر النيل
وتفاعل رودا مواقع التواصل الاجتماعي بهذا المشروع حيث َكتب أحد النشطاء: "تنفذ مصر مشروع "النهر الجديد"، أحد أبرز المشروعات المائية الاستراتيجية التي تهدف إلى تعزيز الأمن المائي والزراعي في البلاد، ويشكل المشروع شريانًا مائيًا موازيًا لنهر النيل، يربط بين الدلتا الجديدة ومدينة الشيخ زايد غرب القاهرة، بما يساهم في دعم الزراعة وتوفير مصادر مياه إضافية للمناطق المستهدفة".
النهر الصناعي العظيم
كما كتب أحد النشطاء أيضًا:" مصر عامله عظمه في الصحراء .. النهر الصناعي العظيم، أطول نهر اصطناعي في العالم يشق صحراء مصر الغربية، تواصل مصر تنفيذ مشروع الدلتا الجديدة العملاق، الذي يضم أكبر نهر اصطناعي في العالم، حيث شرعت في تنفيذه شمال غرب البلاد بجوار محطة الضبعة، النهر الصناعي الذي يشق صحراء مصر الغربية، يبلغ طوله 114 كيلومتراً وبتكلفة 160 مليار جنيه «5.25 مليار دولار» ليكون الأطول من نوعه في العالم، حيث ستتم معالجة مياه النهر الجديد بمحطة مياه الحمام شمال غرب البلاد".
كشف مصدر مسؤول بوزارة الموارد المائية والري المصرية في تصريحات خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية" أن مشروع "النهر الجديد" يُعد أحد أهم المشروعات المائية التي تنفذها الدولة حاليا لتعزيز أمنها المائي والزراعي، موضحا أنه يمثل "شريانا مائيا موازيا لنهر النيل يربط بين الدلتا الجديدة ومدينة الشيخ زايد غرب القاهرة".
وقال المصدر إن المشروع يعتمد على نقل المياه المعالجة من محطات كبرى مثل بحر البقر والمحسمة عبر مسار هندسي يمتد لأكثر من 170 كيلومترا، لتغذية مناطق التوسع الزراعي في الدلتا الجديدة وشرق العوينات، وصولا إلى التجمعات العمرانية الحديثة في الشيخ زايد و6 أكتوبر.
وأضاف أن النهر الجديد ليس مجرد قناة مائية، بل مشروع متكامل لإعادة توزيع التنمية الزراعية والعمرانية، إذ يتضمن إنشاء محطات رفع عملاقة وشبكات ري حديثة تعتمد على تكنولوجيا التحكم الذكي لتقليل الفاقد وضمان استدامة الإمدادات المائية على ممدار العام
تفاصيل مشروع النهر الجديد
ومن جانبه كشف الدكتور عباس شراقي استاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، تفاصيل النهر الجديد التي اقوم به الدولة في الوقت الحالي وهو يطلق عليه نهر صناعي، مؤكدًا أن هي عبارة عن قناة جديدة يتم حفرها وسوف تاخذ مياه من فرع رشيد لزرع أراضي في مشروع الدلتا الجديدة مشروع مستقبل مصر ويسحب حوالي 10 مليون متر مكعب يوميا من نهر النيل.
وأضاف شراقي، أن تم حفر القناة أو الترعة تم حفرها وتبطينها وطولها حوالي 160 كيلو متر، وسوف يكون هناك جزء مغطاة وفي الطريق الصحراوي سوف تكون هناك مواسير تحت الارض وسوف تكون هناك محطات رفع لان هناك أماكن سوف تكون مرتفعه ويوجد بها 25 محطة رفع موزعة على طول القناة أو النهر وعرضه حوال 25 متر ومن الممكن أن يزيد عن ذلك لخدمة المشاريع السكنية الجديدة في أكتوبر والشيخ زايد التي يتم الترويج لها بأنها تطل على نهر النيل، لافتا الي أن هذا المشروع سيكلف الدولة 160 مليار جنيه وسوف يتم الإنتهاء منه خلال عام.
المشروع يستهدف زراعة 2.2 مليون فدان
وأوضح استاذ الموارد المائية، أنه تم قطع شرط كبير في هذا المشروع وخاصة جزء فرع رشيد والذي يقع طوله أكثر من 50 كيلو متر، أما الجزء الثاني وهو من غرب الإسكندرية والذي يبدأ من محطة الحمام وياخذ مياه الصرف الصحي المحلاه وتتجه نحو مدينة أكتوبر.
وأكد شراقي، أن المشروع يستهدف زراعة 2.2 مليون فدان وخلال العام القادم سوف يتم الزراعة في الدلتا الجديدة وهذا المشروع يكفي لزراعة مليون فدان فقط.