خطورة التنمّر| وزارة الأوقاف تنشر الموضوع الأول من خُطب الجمعة لشهر أكتوبر

نشرت وزارة الأوقاف الموضوع الأول من خُطب الجمعة لشهر أكتوبر ضمن مبادرة "صحح مفاهيمك"، بعنوان: (خطورة التنمّر على الفرد والمجتمع)، وذلك عبر منصّتها الرقمية، في إطار معالجة هذه الظاهرة السلبية، من أجل بناء إنسانٍ مصريٍّ سويٍّ.
مفهوم التنمر
التنمر ليس مشكلة حديثة إنما الحديث هو الاهتمام به كظاهرة والعمل على التوعية من مخاطرها ووضع قوانين الحماية منها، والتصدي للمشكلة يتم فقط عندما يعترف بها وتتخذ الخطوات لمنعها أما تجاهل المشكلة فهو لا يجعلها تختفي.
وهو سلوك عدواني متكرر يقصد إيقاع الأذى على فرد أو أكثر بدنيًّا أو نفسيًّا أو عاطفيًّا أو لفظيًّا، ويتضمن كذلك التهديد بالأذى البدني أو الجسمي بالسلاح والابتزاز أو مخالفة الحقوق المدنية أو الاعتداء والضرب أو العمل ضمن عصابات ومحاولات القتل أو التهديد.
.وهو سلوك مقصود لإلحاق الأذى الجسمي أو اللفظي أو النفسي أو الجنسي، ويحصل من طرف قوي مسيطر تجاه فرد ضعيف، لا يتوقع أن يرد الاعتداء عن نفسه، ولا يبادل القوة بالقوة، وكذلك لا يبلغ عن حادثة الاستقواء للراشدين من حوله، وهذا هو سر الاستقواء على الضحية.
وقيل: إنه شكل من أشكال الإساءة والإيذاء والسخرية يوجه إلى فرد أو مجموعة أضعف من قِبَل فرد أو مجموعة أقوى بشكل متكرر بحيث يلجأ الأشخاص الذين يمارسون التنمر ضد غيرهم إلى استخدام القوة البدنية للوصول إلى مبتغاهم على حساب غيرهم.
وتعد ظاهرة التنمر مشكلة خطيرة تواجه كثيرًا من المجتمعات في العالم، ومما يزيد في خطورتها أن غالبية من يتورطون فيها من الأطفال والشباب، وما يمثلانه من كونهما ثروة المجتمع وعماد تقدمه، ومما يزيد الأمر أهمية أن الأطفال والشباب أكثر فئات المجتمع تقليدًا ومحاكاة.
علاقة التنمر بغيره من السلوكيات
إذا كان التنمر سلوكًا خفيًّا ومتكررًا، ويتضمن عدم توازن القوة بين المتنمر والضحية فإن هناك أنواعًا أخرى من السلوك قد يخلط بينها وبين التنمر أحيانًا، لكنها تحدث في العراء ولا تنطوي على عدم توازن القوة، منها:
التنمر والصراع: يختلف التنمر عن صراع الأقران؛ حيث إن التنمر يحدث بين أفراد مختلفين وغير متساويين في القوة الجسمية أو النفسية، فالمتنمرون عادة يكونون أقوياء جسميًّا والضحايا ضعافًا جسميًّا وغير قادرين على حماية أنفسهم، أما الصراع فيحدث نتيجة توهج الأمزجة وخروج الأمور عن السيطرة.
التنمر والعدوان: أما عن علاقة التنمر بالسلوك العدواني فإن التنمر هو درجة هيئة من العدوان، والعدوان سلوك يصدر من شخص تجاه شخص آخر أو نحو الذات لفظيًّا أو جسميًّا، وقد يكون هذا العدوان مباشرًا أو غير مباشر، ويؤدي إلى إلحاق الأذى الجسمي والنفسي إلحاقًا متعمدًا بالشخص الآخر، وبهذا يكون العدوان أكثر عمومية من التنمر.
أسباب وراء ظاهرة التنمر
لا شك أنه ما من ظاهرة اجتماعية أو غيرها إلا ولها أسباب أدت إلى ظهورها وانتشارها، ولكي نعي هذه الظاهرة جيدًا وندرك أبعادها وتصل إلى العلاج الملائم لها فلابد من الوقوف على أسبابها وعوامل انتشارها، وعندها يمكن معرفة الحل الأمثل لها، وظاهرة التنمر كغيرها لها أسباب لولاها ما وجدت وما كتب لها البقاء، ومن هذه الأسباب:
ضعف الجانب الديني والأخلاقي والتربوي لدى المتنمر:
من يتأمل حال المتتمرين يجد أن أغلبهم قد جهل التعاليم الدينية النبيلة التي تحول بينهم وبين هذا السلوك المشين، والبعض الآخر لم يتلق القدر الكافي من التربية السليمة التي تصده عن إبداء غيره وإلحاق الضرر به، والقدر الباقي قد تجرد من الحد الأدنى من الأخلاق الحميدة التي تنهاه عن الإساءة والتعدي، فمن كان على دين أو خلق أو عنده قدر من التربية استحيا من التعرض للغير والتنمر عليه.
إهمال الوالدين يؤدي إلى ظاهرة التنمر:
إهمال الوالدين يشير إلى عدم تلبية احتياجات الطفل الأساسية من قبل الوالدين، سواء كان ذلك على مستوى الرعاية الجسدية أو العاطفية أو النفسية.
وبالتالي عندما يتعرض الطفل للإهمال فإن هذا يسبب له الضعف العاطفي والنفسي، هذه الأحاسيس السلبية التي يعاني منها الطفل قد تجعله أكثر عرضة لممارسة التنمر على الآخرين كوسيلة للتعبير عن تلك المشاعر السلبية أو للتخفيف من الألم النفسي الذي يشعرون به.
عدم استقرار بيئة الأسرة:
إذا كانت البيئة الأسرية تعاني من التوتر والصراعات فهذا قد يؤثر سلبًا على سلوك الشخص ويجعله أكثر عرضة للقيام بأفعال التنمر؛ حيث يكون التنمر ناتجًا - أحيانًا - عن مشاكل عائلية مثل: العنف المنزلي أو التربية القاسية.
ضعف الأداء الأكاديمي:
عندما يواجه الطلاب صعوبات في الأداء الأكاديمي، ويشعرون بعدم القدرة على مواكبة المتطلبات الدراسية قد يشعرون بالإحباط والضغط النفسي.
هذه المشاعر السلبية قد تؤدي إلى البحث عن طرق للتعامل معها، وقد يلجأ بعضهم إلى التنمر كوسيلة للتنفيس عن تلك المشاعر السلبية.
الضغوط النفسية والعاطفية:
عندما يتعرض الأشخاص للضغوط النفسية والعاطفية، قد يجدون صعوبة في التعامل مع تلك المشاعر والمشاكل الداخلية.
يمكن أن يشمل ذلك مشاعر الغضب، والإحباط، والانعزال الاجتماعي، وغيرها من المشاعر السلبية التي تنتج عن تجارب شخصية سلبية أو ظروف صعبة في الحياة.
الشعور بالسلطة والتفوق:
عندما يستخدم الأفراد التنمر كوسيلة للحصول على السيطرة والتفوق يكون ذلك عادة مرتبطًا برغبتهم في تعزيز مكانتهم الاجتماعية وزيادة السلطة والتأثير على الآخرين.
يعتبرون أن فرض سيطرتهم وإظهار قوتهم من خلال التنمر سيمكنهم من الوصول إلى مكانة أعلى في الترتيب الاجتماعي داخل المجموعة.
فقدان الثقة بالنفس:
عندما يعاني الأشخاص من نقص الثقة بالنفس قد يشعرون بالضعف والعجز والفشل في تحقيق أهدافهم وتلبية توقعات الآخرين والمجتمع.
وقد يشمل ذلك الشعور بعدم القدرة على التفوق في المجالات الدراسية أو المهنية أو الشعور بالتمييز والاستبعاد من الآخرين.
لذلك يستخدم بعض الأشخاص التنمر كوسيلة لتعويض هذا النقص والضعف الذاتي؛ حيث إنهم يشعرون بأن التنمر سيمكنهم من استعادة بعض السيطرة والسلطة والتفوق على الآخرين.
التأثير الاجتماعي والثقافي
في بعض الثقافات أو المجتمعات قد يُعتبر التنمر وسيلة مقبولة أو مبررة لتحقيق السيطرة أو التفوق في المجتمع، وقد يُشجع في بعض الثقافات على تعزيز القوة والعزيمة من خلال التنمر على الآخرين، وقد يُنظر إلى ذلك بوصفه سلوكًا إيجابيًّا أو ضرورة ضمن القيم المجتمعية. [ما هي الأسباب وراء ظاهرة التنمر، الصفحة الرسمية للدكتور معن العبكي].