عاجل

كان كل شئ يبدو هادئاً مساء السبت 21 أكتوبر سنة 1967 إلا فى قيادة القوات البحرية المصرية وقيادة القوات المسلحة المصرية بالقاهرة ، فقبل دقائق استطاع لنشا صواريخ مصريين فى معركة بحرية لم تستغرق إلا دقائق معدودات تدمير المدمرة الإسرائيلية إيلات داخل المياة الإقليمية المصرية شمال شرق بورسعيد واستمع العالم للخبر من بلاغ عسكرى أصدرته القيادة المصرية جاء فيه " فى الساعة 1700 مساء اليوم 21 أكتوبر سنة 1967 اقتربت قطعة من قطع الأسطول الإسرائيلى من شواطئنا شمال بورسعيد ودخلت المياه الإقليمية المصرية فتصدت لها وحدات من البحرية المصرية وأغرقتها وعادت الوحدات المصرية إلى قواعدها سالمة ". بدأت مقدمات معركة إغراق المدمرة الاسرائيلية ايلات يوم الجمعة 20 أكتوبر سنة 1967 ، عندما حاولت القطع البحرية الإسرائيلية أن تبحر دون مبالاة على أطراف المياه الإقليمية المصرية أمام قاعدة بورسعيد ، كان التشكيل البحرى الإسرائيلى يتكون من المدمرة ايلات وأربعة لنشات حراسة على مسافة حوالى خمسة عشر ميلاً بحرياً من بورسعيد. تم رفع الأمر للقائد العام للقوات المسلحة المصرية فرق أول محمد فوزى والذى أصدر أمرا لقائد القوات البحرية اللواء فؤاد أبو ذكرى ،بعد التصديق عليه من القيادة السياسية بالتصدى لها وإغراقها طالما أنها اخترقت المياة الإقليمية المصرية " . قام قائد القوات البحرية المصرية بإصدر أمراً لقائد قاعدة بورسعيد بإعداد سرب لنشات صواريخ . سبق خروج سرب  لنشات الصواريخ لتدمير ايلات تنفيذ العديد من اجراءات الخداع لتضليل القيادة الاسرائيلية ، مثل تبادل إشارات لاسلكية خداعية من قيادة القوات البحرية بالإسكندرية وقاعدة بورسعيد طوال نهار 21 أكتوبر، و كانت الإشارات اللاسلكية والقابلة للتنصت تؤكد عدم الاشتباك مع الهدف الإسرائيلى مع استمرار المراقبة والاستعداد . فى نفس الوقت أرسلت قيادة القوات البحرية المصرية بالأسكندرية إشارة أخرى بالتليفون إلى قائد قاعدة بورسعيد البحرية بألا يلقي بالاً إلى الإشارة اللاسلكية وأن يصير استعداد سرب لنشات الصواريخ للخروج للبحر لضرب المدمرة الإسرائيلية فى حال اختراقها المياه الإقليمية المصرية . ابتلعت القطع البحرية الإسرائيلية الطعم وحدث ماتوقعته قيادة البحرية المصرية ، ففي الخامسة إلا ربع مساء السبت 21 أكتوبر اتصل قائد قاعدة بورسعيد وأبلغ إشارة نصها " هدف مقترب في اتجاه شمال شرق مسافة 22 ميل ". بعد أن نجحت خطة الخداع واقتراب المدمرة الإسرائيلية من قاعدة بورسعيد ، و كانت قيادة القاعدة وقيادة القوات البحرية تتابعان تحركها من صباح الجمعة 20 اكتوبر ، استمر الإقتراب حتى السبت 21 أكتوبر سنة 1967. كان رد الفعل المتوقع تدمير معامل تكرير البترول بالسويس وهو ما حدث بالفعل يوم 24 اكتوبر. 
الساعة 1300 بعد ظهر 21 أكتوبر أبلغ القائد العام قائد القوات البحرية بالتصديق على قراره وهو :"التصدى لأى اختراق من جانب العدو للمياه الإقليمية " . قام قائد القوات البحرية لواء فؤاد أبو ذكرى بإبلاغ القرار لقائد قاعدة بورسعيد. فى الساعة 1710 خرج لنشي الصواريخ بقيادة النقيب أحمد شاكر عبدالواحد والنقيب لطفى جاد الله ، كان على اللنشين السير بسرعة بطيئة حتى يظهر اللنشين كبلنصين صيد على الرادارت الإسرائيلية  ، تم إيقاف رادار قاعدة بورسعيد حتى لا يؤثر على رادارات اللنشين ، كما تم تطبيق نظام الصمت اللاسلكى بأن لا تستخدم أجهزة اللاسلكى الموجوده باللنشين إلا للاستماع. وفي الساعة 1725 مساء السبت 21 أكتوبر سنة 1967 انطلق أول صاروخ ليصيب المدمرة الإسرائيلية إيلات . بعد انطلاق الصاروخين أبلغ قائد السرب النقيب أحمد شاكر قائد قاعدة بورسعيد بإصابة الهدف وفى نفس الوقت أصدر النقيب أحمد شاكر امره للنش الثانى بقيادة النقيب لطفى جاد الله "تم تدمير الهدف ويراعى عدم الاشتباك " . وقد أثبتت الأحداث أن الصاروخين اللذين أطلقهما لنش النقيب أحمد شاكر قد أصابا المدمرة فعلا ولكنها لم تغرق ،  وكان الانفجار بعد الاصابة بالصاروخين فى الساعة1730 يوم 21 اكتوبر قد هيأ لجميع المراقبين أن المدمرة الإسرائيلية قد تم تدميرها ،وهو ما جعل النقيب أحمد شاكر يرسل إشارة لقاعدة بورسعيد بنجاحه فى أغراق الهدف وهذا بدوره جعل قائد قاعدة بورسعيد البحرية يقوم بإبلاغ قائد القوات البحرية المصرية بتدمير المدمرة أيلات . وفى نفس الوقت قام قائد القوات البحرية بدوره بإبلاغ للقائد العام الذى بدوره قام بإبلاغه للقائد الاعلى للقوات المسلحة الرئيس عبدالناصر والذى اعتبره أجمل مفاجأة منذ الخامس من يونيو 1967. فى الساعة 1850 يوم 21 اكتوبر  أخبرت قاعدة بورسعيد قيادة القوات البحرية بالإسكندرية بظهور هدف على شاشة الرادار فى نفس مكان غرق المدمرة إيلات ، فصدرت أوامر قائد القوات البحرية للقاعدة بخروج اللنش الثانى الذى عاد بكامل تسليحه بقيادة النقيب لطفى جاد الله وبعد أقل من 20 دقيقة جاء البلاغ يفيد بإصابة الهدف واختفاؤه من على شاشة رادار القاعدة. لعب القدر دوره فى إنقاذ موقف البحرية المصرية تجاه القيادة العامة وأمام القيادة السياسية والشعب المصرى وإنقاذ سمعه مصر ومدى صدق بلاغاتها الرسمية أمام العالم ، ومبعث الخطورة أن القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية قد أصدرت بياناً الساعة 1815 مساء السبت 21 أكتوبر بناء على بلاغ من قائد القوات البحرية للقائد الأعلى للقوات المسلحة عقب الضربة التى وجهها لنش النقيب أحمد شاكر وكانت قد أصابت الهدف ولم يغرق بعد .وقد اتضح فيما بعد  أن إسرائيل قد بلغها نبأ إصابة المدمرة الساعة 1825 بعد أن نقل لها المراقبون الدوليون البلاغ العسكرى المصرى الذى تمت إذاعته ولو أن البحرية الاسرائيلية بمجرد علمها بالنبأ قد أرسلت تشكيل من طائرات السلاح الجوى من أحد المطارات الحربية القريبة من بورسعيد لمنعت تحرك اللنش الثانى بقيادة النقيب لطفى جاد الله ليطلق عليها الصاروخين وإغراقها. ونعتقد أن موافقة القيادة السياسية على الاشتباك لامتصاص الحالة النفسية فى نفوس ضباط وجنود القوات البحرية المصرية ، فلم يحدث فى التاريخ البحرى الحديث أن تصدى زورقان صغيران لسفينة ضخمة مثل إيلات ويخرج الزورقان من المعركة منتصرين.
ردود أفعال تدمير المدمرة أيلات 21 أكتوبر سنة 1967: اهتزت إستراتيجيات البحرية في العالم كله وتغير الفكر القتالي الإستراتيجي البحري نتيجة النجاح الذي حققه رجال البحرية المصرية في استخدام صواريخ سطح سطح في تدمير المدمرة الإسرائيلية إيلات . كان أول رد لإسرائيل على إغراق المدمرة الإسرائيلية هو قيامها يوم 24 أكتوبر1967 بقصف معامل التكرير ومستودعات البترول بمدينة السويس . 
وقدأدى حادث تدمير إيلات إلى رفع الروح المعنوية للقوات المسلحة المصرية عموماً والقوات البحرية المصرية خصوصاً والتي اتخذت من هذا اليوم عيداً لها تحتفل به كل عام. 

تم نسخ الرابط