هل تأثر صلاح بالبالون دور؟.. أرقام كارثية منذ حفل الكرة الذهبية

يعيش النجم المصري محمد صلاح واحدة من أكثر فتراته غموضًا وإثارة للجدل منذ انضمامه إلى ليفربول قبل سبع سنوات. فمنذ حفل الكرة الذهبية (بالون دور) الأخير الذي حل فيه في المركز الرابع دون أن يلامس الجائزة التي طالما حلم بها، بدأ منحنى أدائه في الانحدار بشكل لافت، لدرجة جعلت الصحافة الإنجليزية تطرح تساؤلات جدّية:
هل تأثر صلاح نفسيًا بعد خسارته الجديدة في سباق “البالون دور”؟
منذ تلك الليلة التي غابت فيها الابتسامة عن وجه “الملك المصري”، خاض ليفربول ثلاث مباريات متتالية، خسرها جميعًا، في سابقة لم تحدث منذ تولي الهولندي آرني سلوت القيادة الفنية. وخلال هذه السلسلة، ظهر صلاح بمستوى بعيد تمامًا عن صورته المعتادة: لم يسجل، لم يصنع، وتراجع تأثيره في منظومة الريدز، سواء في البريميرليج أو في دوري أبطال أوروبا.
المباراة الأولى.. صلاح بلا فاعلية أمام كريستال بالاس
كانت البداية الصادمة أمام كريستال بالاس في الجولة السادسة من الدوري الإنجليزي، حيث خسر ليفربول بنتيجة 2-1 على ملعب “سيلهرست بارك”.
شارك صلاح أساسيًا طوال 90 دقيقة، لكن أرقامه لم تعكس أي خطورة تُذكر:
استحواذ بنسبة 2.4% فقط، ودقة تمرير بلغت 87%، وفقد الكرة مرتين، وسدد ثلاث تسديدات، إحداها فقط بين القائمين. تقييمه من شبكة هوسكورد لم يتجاوز 6/10، وهي درجة متواضعة للاعب بحجمه. بدا وكأنه يفتقر للحدة والتركيز، وكأن ذهنه لا يزال في باريس حيث فاته التتويج بالكرة الذهبية.
أمام جالطة سراي.. ظهور باهت وتقييم متدنٍ
اللقاء الثاني كان في إسطنبول ضد جالطة سراي في دوري أبطال أوروبا، وانتهى بخسارة ليفربول 1-0 من هدف سجله النيجيري أوسيمين من ركلة جزاء.
شارك صلاح كبديل في الدقيقة 62، لكنه لم يغيّر شيئًا في شكل الفريق.
بحسب هوسكورد، نال تقييمًا 6.1/10 فقط، واستحوذ على الكرة بنسبة 1.7%، ومرّر بدقة 69%، ولم يسدد أي كرة نحو المرمى.
في ستامفورد بريدج.. “أسوأ مباراة لصلاح على الإطلاق”
وجاءت القمة ضد تشيلسي لتكمل سلسلة الخيبات، بعد هزيمة ثالثة قاسية 2-1 في الدقائق الأخيرة.
لعب صلاح المباراة كاملة، ولم يظهر سوى بلمحات خافتة. لمس الكرة 35 مرة فقط، وبلغت دقة تمريراته 67%.
مرّر 4 كرات مفتاحية وصنع فرصة خطيرة، لكنه فقد الاستحواذ 13 مرة، ووقع في التسلل مرة واحدة.
تقييمه من شبكة سوفا سكور كان 6/10، بينما منحت صحيفة ليفربول إيكو تقييمًا أقسى: 4/10، ووصفت أداءه بعبارة قاسية: “لقد أصبح مصدر قلق حقيقي داخل ليفربول”.
أما صحيفة ديلي ميل فذهبت أبعد من ذلك حين قالت: “محمد صلاح لا يستطيع حتى ضرب باب حظيرة”
وهي عبارة دارجة في الصحافة الإنجليزية تشير إلى فشل اللاعب في تسجيل أهداف سهلة.
انتقادات لاذعة ودفاع حذر
المحلل الإنجليزي توني كاسكارينو وصف أداء صلاح أمام تشيلسي بأنه “الأسوأ على الإطلاق بقميص ليفربول”، مؤكدًا أنه بدا عاجزًا عن التسجيل أو صناعة الفارق.
وقال: “لقد فقد الكرة مرات عديدة وبدا وكأنه غير قادر على التسجيل. اعتدنا رؤية لاعب قاتل أمام المرمى، لكنه هذه المرة كان بلا أنياب”.
في المقابل، دافع المدرب آرني سلوت عن لاعبه قائلاً: “لقد جعلنا ننسى أنه إنسان. أحيانًا يمرّ اللاعب بفترة لا يسجل فيها رغم وجوده في المراكز الصحيحة”.
وأضاف: “صلاح ما زال أحد أفضل من يتحرك داخل الصندوق، هو فقط يحتاج للعودة إلى إيقاعه المعتاد”.
أزمة ذهنية أم إرهاق بدني؟
الأرقام تقول إن محمد صلاح سجّل هدفين فقط في الدوري وصنع تمريرتين منذ بداية الموسم، وهو معدل متواضع مقارنة بـ57 مساهمة تهديفية الموسم الماضي.
الضغوط تتزايد، والتوقعات عالية، وربما يكون فقدانه للكرة الذهبية مجددًا قد أصاب روحه التنافسية في مقتل، خاصة وهو يرى أسماء أقل إنجازًا تتقدمه في الترتيب العالمي.
لكن المؤكد أن صلاح لا يزال يمتلك ما يكفي للعودة. فحتى في أسوأ لحظاته، يظل النجم المصري رقمًا صعبًا في معادلة ليفربول. ربما يحتاج فقط لهدف واحد يعيد إليه الثقة، أو احتفال يعيد إشعال “النار التي خمدت مؤقتًا”.