هل يهدد الفيضان معابد أبو سمبل؟.. صور خاصة تثير التساؤلات والآثار ترد

حصل "نيوز رووم" على صور خاصة من منطقة معابد أبو سمبل، والصور تم التقاطها بزاوية توضح ارتفاع مياه بحيرة، والتي بدت قريبة بشكل كبير من حافة البحيرة، وهي البحيرة التي يطل عليها معابد أبو سمبل في أسوان.
ومن ناحيته تساءل المرشد والمؤرخ المعروف بسام الشماع، هل من الممكن في يوم من الأيام، ترتفع مياه البحيرة فتغرق معبدي أبو سمبل؟.
وأشار الشماع إلى أن ارتفاع المياه يقترب من حافة البحيرة، وتبعد معابد أبو سمبل عن تلك الحافة ما يقل عن مائتي متر، أي أنه في حالة الفيضان لا قدر الله، سوف تصل المياه للأثر.
رد قاطع
وتواصلت "نيوز رووم" مع القيادات في وزارة السياحة والآثار، المعنية بهذا الأمر، والتي أجابت بشكل قاطع أنه لا خطر إطلاقًا والمياه أقل من منسوبها الطبيعي، حيث ترتفع لمستوى الخط الأحمر، وهي منخفضة عنه الآن.

وأشار المصدر إلى أن هناك تنسيق دائم مع الجهات المعنية، والتي لم تلحظ أي مشكلة في منسوب مياه البحيرة.
معابد أبو سمبل تقع في منطقة النوبة، جنوبي مصر، قرب الحدود مع السودان، على الضفة الغربية لنهر النيل بمحافظة أسوان.
تم بناء المعابد في القرن الثالث عشر قبل الميلاد، في عهد الملك رامسيس الثاني من المملكة المصرية الحديثة (الدولة التاسعة عشر) حوالي 1264 ق.م.
المعبدين
المعبد الكبير: مكرّس لعبادة ثلاثة آلهة هما آمون-رع، رع-حور اختي، وبتاح، بالإضافة إلى تمجيد الملك نفسه باعتباره إلهًا. واجه المعبد مُزيّن بأربعة تماثيل ضخمة من الملك (ارتفاع كل منها حوالي 20-21 مترًا) على واجهته الصخرية.
المعبد الصغير: مكرّس للإلهة حتحور والملكة نفرتاري، الزوجة المحبوبة للملك، وتتميّز واجهته بأن تماثيل الملك والملكة متساوية الحجم، وهو أمر نادر في المعابد المصرية القديمة.
السمات المعمارية والفلكية
المعابد مَنْحوتة في الصخر، أي أن البنية نفسها جزء من الجبل.
التصميم المعماري يشتمل على ممرات وقاعات داخلية تؤدي إلى قدس الأقداس، حيث توجد تماثيل للآلهة والملك.
هناك ظاهرة فلكية دقيقة: في يومين من السنة، يدخل ضوء الشمس إلى المعبد الكبير ليضيء داخل قدس الأقداس تماثيل الآلهة والملك، ما يظهر احتسابًا متطورًا للحركة السماوية ومعرفة astronomia لدى المهندسين القدامى.
الحفظ والنقل
مع بناء السد العالي في أسوان في منتصف القرن العشرين، كان من المتوقع أن تغرق المعابد في مياه بحيرة ناصر.
من عام 1963 إلى 1968، تم تفكيك المعابد إلى كتل صخرية ضخمة، ونقلها وإعادة بنائها في موقع أعلى وأبعد عن ضفة النيل لضمان بقائها آمنة.
هذا المشروع كان جزءًا من حملة دولية تحت رعاية اليونسكو لحماية معالم النوبة التي كانت مهددة بالغرق.
معابد أبو سمبل مدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو منذ 1979 ضمن موقع “معالم النوبة من أبو سمبل إلى فيلة”.
تُعد هذه المعابد مثالًا فريدًا على مدى براعة وقدرة المصريين القدماء في الهندسة، الفن، التخطيط الفلكي والعمارة، وأيضًا دليلًا حيًّا على الرغبة في التكريم الديني والملكي.