تأجيل محاكمة موظف المتهم بقتل نجل زوجته العرفية في السلام

أجلت محكمة شمال القاهرة المنعقدة بالعباسية محاكمة موظف المتهم بخطف وقتل ابن زوجته العرفية بسبب خلافات بينهما بالسلام لجلسة 28 أكتوبر الجاري.
في وقت سابق شهدت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بمجمع محاكم شمال القاهرة بالعباسية، مرافعة قوية لممثل النيابة العامة في قضية خطف وقتل طفل على يد زوج والدته، في واحدة من أبشع الجرائم التي شهدتها منطقة السلام، حيث تجرد المتهم من كل مشاعر الرحمة والإنسانية، واتخذ من الطفل البريء وسيلة للانتقام من أمه بسبب خلافات بينهما، بعدما أوهمها بالحب وتزوجها، لتكتشف لاحقاً أنها وقعت في قبضة ذئب بشري لم يتردد في ارتكاب جريمة وحشية هزت ضمير المجتمع.
وقال ممثل النيابة العامة باسل النجار رئيس نيابة حوادث شرق القاهرة الكلية، خلال مرافعته أمام هيئة المحكمة: “بسم الله الحق المبين، بسم الله العدل اليقين، بسم الله القائل في محكم كتابه: "وإذ نجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب، يذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم، وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم".
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده ليأتين على الناس زمان لا يدري القاتل فيمَ قتل، ولا المقتول فيمَ قُتل"، وقال أيضاً: "لزوال الدنيا أهون عند الله من دم يُسفك بغير حق".
وأضاف ممثل النيابة: سيدي الرئيس، لو كان الأمر بيدي، لتوشحت بالسواد، حزناً وأسفاً على روح بريئة سُفكت ظلماً وعدواناً، دون ذنب أو جريرة، وفقدها المجتمع بأسره؛ زهرة من بستان الطفولة قُطفت هباء.
السيد الرئيس، الهيئة الموقرة، شاءت الأقدار أن أقف بين أيديكم اليوم مترافعاً، وما بين شرف الوقوف أمام عدالتكم الجليلة، وبين ما اعتصرني من حزن، وعصفت بي من آلام، في يومٍ تمنيت ألا يأتي، وقضية تمنيّت ألا تكون.
جئنا إلى ساحتكم المقدسة لا لنردد عبارات منمقة تُحسن البيان وتُظهر البرهان، بل جئنا مؤمنين بعدالتكم الراسخة، وحكمتكم المستقرة، التي لا ييأس منها مظلوم، ولا يخيب فيها مكلوم.
جئنا مدافعين عن حق الضحية، طالبين إنفاذ القصاص، الذي يُحيي القلوب، ويُطفئ نيران الألم في الصدور. جئنا نطالب بالعدالة في جريمة تجردت من معاني الإنسانية، جريمة لم تُرتكب في لحظة انفعال، بل ارتُكبت بدمٍ بارد، وبسبق إصرار، جريمة حرّكها الحقد، ودفعها الانتقام.
انتقام ممن؟ من أم! بقتل طفلها البريء، لا حول له ولا قوة، إلا أنه كان وسيلة انتقام في يد مجرم عتيد، تجرد من كل معاني الرحمة، وتمرد على الفطرة، خلع عنه ثوب الإنسانية، ليظهر على حقيقته الوحشية.