يوم المعلم العالمي 2025.. لماذا يُحتفل به في 5 أكتوبر؟

يُحتفل بيوم المعلم العالمي في الـ 5 من أكتوبر من كل عام، تكريمًا للمعلمين وللتأمل في الدعم والظروف التي يحتاجونها لأداء عملهم على أكمل وجه، وتعترف اليونسكو وشركاؤها بهذا التاريخ رسميًا، وتُقام احتفالات واحتفالات به في أكثر من مئة دولة سنويًا.
ويتم الاحتفال بهذا اليوم من خلال فعاليات تقام عبر وزارات التعليم في البلدان، وأنشطة على مستوى المدرسة، ومؤتمرات، وحملات على وسائل التواصل الاجتماعي تسلط الضوء على أدوار المعلمين واحتياجاتهم.
متى وكيف بدأت: 5 أكتوبر وتوصية عام 1966
والسبب وراء اختيار يوم الخامس من أكتوبر هو سبب مؤسسي ورمزي: إذ يحتفل هذا اليوم بذكرى اعتماد توصية منظمة العمل الدولية واليونسكو لعام 1966 بشأن وضع المعلمين، وهي وثيقة دولية مشتركة وضعت معايير عالمية بشأن حقوق ومسؤوليات المعلمين، وإعداد المعلمين، وتوظيفهم، وظروف العمل، والتعليم الإضافي.
أصبحت هذه التوصية، التي تم التفاوض عليها بين منظمة العمل الدولية واليونسكو، بمثابة الأساس ليوم عالمي للاعتراف بهذه المهنة، وقد حددت اليونسكو رسميًا أول يوم عالمي للمعلمين عام ١٩٩٤، ويُستخدم هذا التاريخ سنويًا منذ ذلك الحين لإحياء ذكرى توصية عام ١٩٦٦.
إن توصية عام 1966 ليست قانونًا بل هي معيار دولي توجيهي يهدف إلى مساعدة الحكومات وأنظمة التعليم في صياغة السياسات الخاصة بتوظيف المعلمين، والتدريب قبل الخدمة وأثناءها، وظروف العمل، والوضع المهني للمعلمين.
على مدى عقود، شكل هذا التقرير مرجعًا للنقاشات حول الأجور، وعبء العمل، وتأهيل المعلمين، وكيفية دعم الدول لهذه المهنة، وتواصل اليونسكو والوكالات الشريكة استخدام هذه التوصيات للدعوة إلى تغيير السياسات والاستثمار في المعلمين.
كيف تطور اليوم ودور المؤسسات؟
تنظم اليونسكو يوم المعلم العالمي بالتعاون مع منظمة العمل الدولية واليونيسيف والاتحاد الدولي للتعليم؛ وتعمل هذه المنظمات معًا على جلب منظور حقوق العمال وحقوق الطفل والنقابات العمالية إلى الاحتفالات والحوار السياسي.
منذ عام 1994، تطور اليوم من مجرد أنشطة مدرسية تذكارية إلى أحداث عالمية تشمل لجان وزارية ومؤتمرات إقليمية وحملات موضوعية تهدف إلى التأثير على السياسة التعليمية الوطنية.
وفي السنوات الأخيرة، استخدمت اليونسكو هذا اليوم ليس فقط للاحتفال بالمعلمين، بل أيضاً لتسليط الضوء على المشاكل النظامية ــ نقص المعلمين، والعزلة المهنية، وانخفاض الأجور، والتطوير المهني المحدود ــ وتعزيز المحادثات السياسية الملموسة.
موضوع عام 2025: إعادة صياغة التدريس كمهنة تعاونية
الموضوع العالمي لعام ٢٠٢٥، كما حددته اليونسكو وشركاؤها، هو "إعادة صياغة التدريس كمهنة تعاونية"، وينصبّ التركيز على تحويل النموذج السائد في العديد من الأنظمة من الفصول الدراسية المنعزلة والعمل الفردي إلى هياكل وسياسات تُمكّن من التعاون المنتظم: التخطيط الجماعي، والتوجيه بين الأقران، والتطوير المهني المشترك، والقيادة المدرسية التي تدعم الممارسة الجماعية، وتوفير وقت وحوافز رسمية للمعلمين للعمل معًا.
ويؤكد هذا الموضوع، وفقا لليونسكو، أن التعاون ليس مجرد لطف، بل هو وسيلة لتحقيق نتائج تعليمية أفضل، وتحسين رفاهية المعلمين، وتعزيز الاحتفاظ بهم.
بالنسبة لصانعي السياسات ومديري التعليم، يسلط الموضوع الضوء على مجموعة من التغييرات العملية: إنشاء جداول تسمح بالتخطيط المشترك للدروس، ودمج الإرشاد والتوجيه في دعم المعلمين في بداية حياتهم المهنية، ومراجعة أنظمة التفتيش والمساءلة بحيث تكافئ التحسين الجماعي بدلاً من الأداء الفردي، وتمويل مجتمعات التعلم المهني.