السفير حسام زكي: غزة أمام مفترق تاريخي بين الحرب والسلام|فيديو

أكد السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، أن الجامعة لم تصدر حتى الآن أي موقف رسمي تجاه خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخاصة بقطاع غزة.
وأوضح زكي خلال حواره مع الإعلامية كريمة عوض في برنامج “حديث القاهرة” على قناة “القاهرة والناس”، أن المنطقة لم تشهد اجتماعًا عربيًا موحدًا لوضع موقف جماعي من الخطة، ما يعكس حساسية المرحلة التي تمر بها القضية الفلسطينية.
وأضاف زكي أن المواقف التي ظهرت حتى الآن جاءت من بعض الدول العربية إما بشكل فردي أو ضمن إطار جماعي محدود، خاصة من قبل القادة الذين شاركوا في اجتماع القادة العرب والمسلمين مع ترامب. وهو ما يضع الجامعة العربية في موقع المتابعة الدقيقة، وسط تحولات سياسية وإقليمية قد تحدد مستقبل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.
مفترق تاريخي: نهاية مرحلة وبداية مرحلة جديدة
وصف السفير حسام زكي المرحلة الحالية بأنها "مفترق تاريخي"، قائلاً إنها تمثل نهاية مرحلة اتسمت بما أسماه حربًا إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني، وبداية مرحلة جديدة قد تُمهّد لإرساء شكل من أشكال السلام والاستقرار وقيام الدولة الفلسطينية، وهو ما يأمل فيه العرب جميعًا.
وأوضح أن هذه اللحظة التاريخية تتطلب تعاملًا دقيقًا مع كافة المبادرات، بعيدًا عن الانحياز أو التسرع، مع ضرورة التركيز على البنود الأساسية التي قد تضمن حماية حقوق الشعب الفلسطيني والحفاظ على وجود الحركة الوطنية الفلسطينية كطرف سياسي فاعل.
تقييم خطة ترامب: منقوصة وتفتقر لتفاصيل حاسمة
أوضح زكي أن خطة ترامب لا يمكن تصنيفها ببساطة بين جيدة أو سيئة، مؤكدًا أنها خطة منقوصة تفتقر إلى تفاصيل أساسية، لافتًا إلى أن النهاية الطبيعية لأي حرب لا تستلزم الاتفاق على جميع التفاصيل دفعة واحدة.
وأشار الأمين العام المساعد إلى أن هناك بنودًا أساسية يجب التوافق عليها مع حركة حماس، بما يضمن حقوق الفلسطينيين ويحقق الحد الأدنى من العدالة. وفي الوقت نفسه، أشار إلى أن الوسيط الأمريكي يميل إلى استبعاد دور حماس السياسي في المستقبل، ويسعى لإنهاء وجودها في قطاع غزة، وهو ما يزيد من تعقيد المشهد السياسي.
حماس وخطورة الموقف: قراءة سياسية لرد الفعل
أكد السفير حسام زكي أن رد حركة حماس على خطة ترامب يعكس إدراكها لخطورة الموقف، خاصة في ظل سعي إسرائيل لإنهاء مستقبل الحركة بالكامل في قطاع غزة. وأضاف أن موقف الحركة يعكس حرصها على الحفاظ على حقوق الفلسطينيين، وعدم السماح بتهميش دورها السياسي أو الاستسلام للضغوط الإقليمية والدولية.
وأشار زكي إلى أن المرحلة المقبلة تتطلب تفاهمًا عربيًا وإقليميًا أوسع، يوازن بين ضرورة حماية الفلسطينيين ومواجهة المخاطر التي قد تهدد استقرار المنطقة، مؤكدًا على أن الجامعة العربية تواصل متابعة التطورات عن كثب، وتعمل على تنسيق المواقف بما يحقق الحد الأدنى من توافق سياسي بين الأطراف كافة.
الطريق إلى السلام يتطلب تفاهمًا شاملًا
في الختام، شدد السفير حسام زكي على أن الطريق نحو السلام والاستقرار في قطاع غزة لن يكون سهلاً، لكنه شدد على أهمية العمل المشترك بين الدول العربية والفلسطينيين والدول المؤثرة في المنطقة. وأوضح أن أي حلول مستقبلية يجب أن تراعي حقوق الشعب الفلسطيني، وتؤكد على ضرورة مشاركة جميع الأطراف الفاعلة في العملية السياسية لضمان استدامة أي اتفاق سلام.