حسام زكي: خطة ترامب لغزة تتضمن رفض التهجير ووقف ضم الضفة الغربية

أكد السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، أن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن غزة تناولت بشكل مباشر مطالب الفلسطينيين المدعومة من الدول العربية والإسلامية.
وأوضح زكي خلال مقابلة مع الإعلامية كريمة عوض في برنامج “حديث القاهرة” على قناة “القاهرة والناس”، أن أول هذه المطالب يتمثل في رفض التهجير القسري للفلسطينيين، مشيرًا إلى أن الخطة نصت على فتح الباب أمام من يرغب منهم في العودة إلى أرضه بعد التهجير، ما يعكس معالجة منصفة لهذه القضية التاريخية.
وأضاف زكي أن معالجة مسألة التهجير كانت واضحة وعادلة، مؤكداً أن الخطة تعالج هذه المشكلة بشكل حقيقي، وهو ما يمثل خطوة مهمة على طريق حفظ الحقوق الفلسطينية، إذ أن أي محاولة لتهميش هذا البند كانت مرفوضة تمامًا من قبل القادة العرب والمسلمين.
الضفة الغربية والرفض القاطع للضم
وأوضح الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية أن المطلب الفلسطيني الثاني يتمثل في رفض ضم الضفة الغربية إلى إسرائيل. وقال إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حاول حذف هذا البند من الخطة، إلا أن الرئيس الأمريكي ترامب رفض التراجع عن ذلك تحت ضغط عربي وإسلامي، وهو ما يظهر قوة التحالف الإقليمي والدولي في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية.
وأشار زكي إلى أن هذا البند يعد حجر الزاوية في أي تسوية مقبلة، مشددًا على ضرورة احترام السيادة الفلسطينية وضمان عدم استحواذ إسرائيل على الأراضي المحتلة دون موافقة شرعية.
موقف إسرائيل والخطة الأمريكية
أكد السفير حسام زكي أن ما يهم الآن هو موقف ترامب ونتنياهو من الخطة، مشيرًا إلى أن نتنياهو أعلن قبوله لها، بينما من المتوقع أن يعترض بعض الوزراء المتطرفين في الحكومة الإسرائيلية، وهو أمر متكرر داخل الساحة السياسية الإسرائيلية. وأوضح زكي أن هذا الاعتراض الداخلي لا يلغي أهمية الاتفاق على المبادئ الأساسية للخطة.
وأضاف أن منهجية الولايات المتحدة في التعامل مع الخطة تختلف عن السابق، حيث يتم اتباع أسلوب تدريجي وجزئي، يتيح البناء على مواقف حركة حماس من قضايا حساسة مثل إطلاق سراح الرهائن، ما يعكس مرونة أمريكية في التفاوض وتسهيل تنفيذ البنود الأساسية.
خطوات أمريكية فلسطينية نحو السلام
وأشار السفير زكي إلى أن الرئيس الأمريكي أعلن موقفه تجاه رد حماس، مؤكدًا أن هذا الرد يصب في مصلحة عملية السلام ويُسرّع تجاوب الاحتلال الإسرائيلي مع الخطة. وأوضح أن خطة ترامب قد تُقرب الرئيس الأمريكي من الحصول على جائزة نوبل للسلام، لكنها في الوقت ذاته تواجه تحديات في حال فشل تنفيذها على الأرض.
وأضاف أن ترامب نصب نفسه رئيسًا لمجلس السلام وإدارة المرحلة الانتقالية في غزة بالتعاون مع توني بلير، مشددًا على أن هذه الخطوة تتطلب مواقف فلسطينية واضحة ودقيقة لضمان سير العملية السياسية بشكل منظم وشفاف.
السلطة الفلسطينية ودورها المحوري
أكد السفير حسام زكي أن كلمة الرئيس الفلسطيني الأخيرة تمثل خطوة إيجابية، إذ أن وجود السلطة الفلسطينية على الخريطة السياسية أمر ضروري، ولا يمكن التغاضي عنها في أي ترتيبات مستقبلية. وأضاف أن أي غياب للسلطة عن المشهد سيضعف فرص نجاح الخطة ويهدد الاستقرار السياسي في المنطقة.
وأشار إلى أن تحقيق السلام يتطلب تنسيقًا فلسطينيًا داخليًا، ودعمًا عربيًا وإسلاميًا، لضمان أن تكون الخطة خطوة نحو تسوية عادلة ومستدامة تحافظ على الحقوق الفلسطينية وتحقق الأمن والاستقرار الإقليمي.