أيمن الرقب: حماس أعطت ظهرها للإخوان ووافقت على خطة ترامب

أكد الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب كان على علم مسبق بأن رد حماس سيكون إيجابيًا تجاه خطته قبل تحديد يوم الأحد موعدًا نهائيًا لقبولها أو رفضها.
وأضاف الرقب، خلال لقاء له في برنامج "الصورة" الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي على شاشة النهار، أن ترامب معروف بحبه للشو الإعلامي، وأنه كان على اتصال مسبق بالوسطاء الذين أبلغوه بنتيجة المفاوضات قبل يوم من الإعلان الرسمي.
تجاوب حماس وابتعادها عن تنظيم الإخوان
علق الرقب على بيان حركة حماس الأخير، موضحًا أن تجاوب الحركة مع خطة ترامب وصدور بيانها الأخير يشير إلى أنها أخذت قرارها السياسي بشكل مستقل عن ضغوط تنظيم الإخوان المسلمين، الذي أصدر بيانًا قبل يومين طالب فيه حماس بعدم قبول الخطة.
وأضاف الرقب: "رسالة حماس من بيان الأمس تعني أنها أعطت ظهرها لمطالب الإخوان ووضعت مصالحها واستراتيجية قطاع غزة في المقام الأول".
خريطة الانسحابات: الخط الأزرق والأصفر
أوضح الرقب أن المرحلة القادمة في تنفيذ خطة الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة تواجه تحديات كبيرة، موضحًا أن خريطة الانسحابات التي أعلنتها واشنطن تشمل ثلاثة خطوط رئيسية: الأزرق، الأصفر، والأحمر.
وأوضح أن الخط الأزرق يضم الكتلة السكانية الأكبر وسيتم تنفيذ انسحاب القوات منه خلال أيام، في حين يلي ذلك الخط الأصفر، ما يشكل المرحلة الثانية من الانسحاب التدريجي.
الخط الأحمر: التحدي الأكبر
وأشار الرقب إلى أن الخط الأحمر يمثل الخطر الأكبر، حيث أن تل أبيب تعتزم البقاء في هذه المناطق عدة سنوات. وأوضح أن هذه المناطق تشمل مناطق خان يونس ورفح، بمسافة 1500 متر، بما في ذلك محور فلادلفيا، ومن ثم تمتد إلى مناطق الجنوب الأكبر في خان يونس ورفح.
وتابع : "ثم تبتعد الانسحابات تدريجيًا نحو المعسكرات الوسطى بمسافة 500 متر، قبل أن تعود في الشمال وغزة لمسافة ألف متر، حيث ترغب إسرائيل في التمركز شرق الشجاعية شمالًا، على ارتفاع 70 مترًا، تمكنهم من رؤية غزة كاملة، وهو الموقع الذي انسحبوا منه سابقًا عام 2005 ويرغبون في العودة إليه".
التحديات المستقبلية والاستقرار في غزة
وحذر الرقب من أن أي اختلال في تنفيذ خطة الانسحاب، أو محاولة تل أبيب التمركز في الخط الأحمر، قد يثير توترات جديدة في القطاع. وأكد أن التحدي يكمن في التوازن بين ضمان الانسحاب التدريجي للأراضي الإسرائيلية والمحافظة على استقرار الحياة المدنية في غزة، بما يضمن عدم حدوث فراغ أمني أو سيطرة عسكرية غير متوازنة.
الدور الأمريكي والوساطة الدولية
وأشار الرقب إلى أن الولايات المتحدة ستظل اللاعب الأساسي في متابعة تنفيذ الخطة، مع مراقبة دقيقة لخطوط الانسحاب الثلاثة، وتنسيق مستمر مع الوسطاء المحليين والدوليين لضمان استقرار الوضع في غزة. كما أشار إلى أهمية الحفاظ على استقلالية حماس السياسية وتجنب أي ضغوط خارجية قد تؤثر على قراراتها المتعلقة بالقطاع.
قراءة استراتيجية للخطوة المقبلة
وفي الختام، أكد الرقب أن قبول حماس لخطة ترامب خطوة مهمة لكنها ليست نهاية الطريق، إذ تبقى تفاصيل الانسحاب وخطوطه التنفيذية والتحديات الأمنية والإنسانية على الأرض، عوامل رئيسية ستحدد مدى نجاح الخطة أو فشلها. وأضاف أن قراءة الموقف السياسي يجب أن تأخذ في الاعتبار الموازين الإقليمية والدولية، وكذلك المصلحة العليا لشعب غزة.