عاجل

مأمون فندي: العدالة الدولية شرط أساسي للسلام ومنع تكرار مأساة غزة

غزة
غزة

قال الكاتب والمحلل السياسي مأمون فندي: «دخلنا مرحلة ميثاق لندن، وبعد التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، أصبح لزامًا على العالم العربي والإسلامي- دولًا، مؤسسات، ومثقفين - أن يتأملوا بجدية الدخول في مرحلة جديدة يمكن تسميتها بـ "مرحلة ميثاق لندن"، حيث تتحول العدالة من مطلب شعبي إلى مسار قانوني منظم يسعى لمحاسبة المسؤولين عن الجرائم التي ارتُكبت بحق المدنيين».

وتابع فندي في تغريدة له عبر حسابه على منصة إكس: «كما حدث بعد الحرب العالمية الثانية، حين اتفقت القوى الكبرى على تأسيس محكمة دولية لمحاكمة مرتكبي الجرائم، فإن المرحلة المقبلة تفرض تحركًا مشابهًا تجاه ما جرى في غزة. ومع انتهاء القتال، تتجه الأنظار نحو ميادين العدالة الدولية — المحكمة الجنائية الدولية (ICC) ومحكمة العدل الدولية (ICJ) — التي بدأت تتلقى الملفات والدعاوى المدعومة بالأدلة والشهادات».

وأوضح فندي خطوات المرحلة المقبلة:

توثيق الأدلة والجرائم: تُجمع الأدلة والشهادات لتوثيق الانتهاكات واستهداف المدنيين.

تحديد المسؤولية الفردية: تُوجَّه الاتهامات مباشرة إلى القادة السياسيين والعسكريين المتورطين.

التحرك القانوني الدولي: تُرفع القضايا في المحاكم الدولية بدعم من دول ومنظمات.

 

مفاوضات حاسمة

وعلى صعيد آخر، تستعد القاهرة لاستضافة مفاوضات حاسمة بين جميع الأطراف المعنية في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث تركز الاجتماعات المرتقبة على ملف تسليم الأسرى. 

وتهدف هذه المباحثات إلى تمهيد الطريق نحو التوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار في غزة، ووضع أسس واضحة للتعامل مع سيناريوهات ما بعد وقف إطلاق النار.

 

youtube

تصاعد التوتر

وتأتي الجهود الدبلوماسية المكثفة وسط تصاعد التوتر على الأرض، مع استمرار العمليات العسكرية في غزة وارتفاع أعداد الضحايا المدنيين. وأكدت مصادر مصرية رسمية أن القاهرة تعمل على جمع كل الأطراف في مكان واحد لضمان الحوار المباشر والفعال، بما يقلل من مخاطر أي انفلات أمني محتمل.

وأوضح الإعلامي يوسف الحسيني، أن تحديد موعد الاجتماع في القاهرة أصبح الآن على طاولة البحث النهائي، وسط تأكيدات بأن اللقاء سيجمع ممثلين عن الفلسطينيين والإسرائيليين، بالإضافة إلى أطراف عربية ودولية داعمة للجهود الإنسانية والدبلوماسية. ويأتي هذا الاجتماع في إطار مساعي مصرية متواصلة للوساطة منذ اندلاع النزاع الأخير، بهدف الحد من الخسائر البشرية وإيجاد حلول عملية لمشاكل الأسرى.

وأشار الي أن ملف الأسرى يمثل حجر الزاوية في المفاوضات، حيث يشكل تسليمهم خطوة ضرورية لتهيئة المناخ السياسي للتوصل إلى وقف إطلاق النار. ويعتبر هذا الملف حساسًا للغاية بالنسبة لجميع الأطراف، إذ يرتبط بالثقة المتبادلة وبالإرادة السياسية لوقف التصعيد العسكري.

ولفت الحسيني الي أن التحديات المطروحة أمام المفاوضات كبيرة، بدءًا من الخلافات حول جدول التسليم، وصولاً إلى الضمانات الأمنية التي يتطلبها كل طرف لضمان عدم خرق وقف إطلاق النار. ورغم هذه الصعوبات، أكدت مصادر مصرية أن هناك تقدمًا ملموسًا في التنسيق بين الوسطاء الدوليين والأطراف المتفاوضة، وهو ما يبعث على التفاؤل بإمكانية التوصل إلى اتفاق قريب.

وتابع أن سيناريوهات ما بعد وقف إطلاق النار أيضًا على أجندة المباحثات، حيث يجري البحث حول ترتيبات إعادة الإعمار في غزة، والضمانات الدولية لعدم عودة التصعيد، بالإضافة إلى توفير المساعدات الإنسانية العاجلة. وتسعى القاهرة إلى وضع خطة شاملة تضمن استدامة الهدنة وتمنع تجدد العنف، مع التركيز على حماية المدنيين وتلبية الاحتياجات الأساسية للسكان.

تم نسخ الرابط