الطماوي: موافقة حماس على خطة ترامب مشروطة وتشكل مفترق طرق

قال الدكتور محمد الطماوى أستاذ العلاقات الدولية، إن موافقة حركة حماس على خطة ترامب تعتبر موافقة مشروطة وليست كاملة، إذ تعاملت معها الحركة كفرصة لفتح باب النقاش، لكنها في الوقت نفسه وضعت مجموعة من التحفظات التي تجعل الخطة غير قابلة للتنفيذ بصيغتها الحالية.
وأضاف الطماوى في تصريحات خاصة لـ"نيوز رووم"، أن خطة ترامب تضمنت بعض البنود الإيجابية مثل وقف الحرب وتبادل الأسرى وفتح المجال أمام المساعدات الإنسانية، وهو ما أعلنت الحركة أنها تدرسه بشكل إيجابي، لكنها ربطت ذلك بتعديلات وضمانات أساسية.
وقف الحرب وتبادل الأسرى
وأوضح أستاذ العلاقات الدولية، أن أبرز اعتراضات حماس أن الخطة لم تقدّم تفاصيل واضحة بشأن الانسحاب الإسرائيلي من القطاع، ولم تتضمن جدولاً زمنياً ملزماً يضمن وقف العمليات العسكرية بشكل نهائي.
وتابع: تحفظت حماس على الغموض في بند تبادل الأسرى، وعلى أي صيغة قد تفرض وصاية أجنبية أو وجود قوات دولية في غزة، وهو ما تعتبره مساساً بالسيادة الفلسطينية، كذلك شددت الحركة على أن حق العودة والقدس والحقوق الوطنية لا يمكن تجاوزها أو اختزالها في ترتيبات إنسانية فقط.
أما عن موقف ترامب، أكد الطماوى، أن ترامب فقد سارع إلى استغلال بيان حماس سياسياً وإعلامياً، إذ أراد أن يظهر للعالم أن حتى خصوم الولايات المتحدة التقليديين يتجاوبون مع خطته، هذا الاستغلال السريع يهدف إلى تعزيز موقفه داخلياً وإظهار نجاح دبلوماسي، حتى لو كان تجاوب حماس مجرد موافقة مشروطة تحتاج إلى تعديلات عميقة.
الشروط الفلسطينية والعربية
في الوقت ذاته، أكدت حماس أنها لن تقبل بتجاوزها في أي تسوية، وترفض أن تكون غزة تحت إدارة أجنبية أو وصاية دولية، ومع ذلك أبدت مرونة تجاه وجود رقابة إنسانية أو تنموية عبر مؤسسات دولية، بشرط أن لا تمس بالسيادة الفلسطينية أو تضعف حضورها السياسي في المشهد، مؤكدًا أن الخطة تبدو أمام مفترق طرق: إما أن يتم تعديلها بما يتماشى مع الشروط الفلسطينية والعربية لتتحول إلى أرضية حقيقية للتسوية والسلام المأمول، أو تبقى مجرد ورقة سياسية توظَّف في الإعلام أكثر من كونها مشروعاً قابلاً للتنفيذ على أرض الواقع، ويعاد السيناريو من جديد.