في قمة "التغذية من أجل النمو" بباريس .. نائب وزير الصحة تستعرض جهود مصر في مكافحة سوء التغذية

شاركت نائب وزير الصحة والسكان لشؤون السكان الدكتورة عبلة الألفي، في جلسة حوارية ضمن فعاليات قمة "التغذية من أجل النمو"، التي تُعقد في العاصمة الفرنسية باريس خلال الفترة من 27 إلى 28 مارس الجاري.
استعرضت الألفي، خلال كلمتها، الإصلاحات الصحية والاجتماعية التي شهدتها مصر، والتي تضمنت برامج رائدة مثل "تكافل وكرامة"، و"الألف يوم الذهبية"، وبرنامج تغذية أطفال المدارس.
وأعلنت الألفي عن إطلاق "البرنامج الوطني للوقاية من التقزم وسوء التغذية" في أبريل 2025، وهو مبادرة جديدة تهدف إلى تعزيز الدعم الحكومي من خلال توفير الرعاية الطبية والتوعوية، والحماية الاجتماعية بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي، والمنظمات غير الحكومية، والقطاع الخاص. يشمل البرنامج توفير صناديق الطعام والمكملات الغذائية، إلى جانب تمكين المرأة لضمان تحقيق الاستدامة. كما تطبق مصر برنامجًا للتغذية المدرسية، يستهدف تحسين الحالة الغذائية للطلاب وتعزيز نموهم البدني والعقلي، بالإضافة إلى برنامج فحص أطفال المدارس للكشف عن التقزم، وفقر الدم، والسمنة، مع توفير الفحوصات والعلاج اللازم.
وأكدت نائب وزير الصحة، أنه على الرغم من التقدم المحرز في برنامج "الألف يوم الذهبية"، إلا أن مصر لا تزال تواجه تحديات في تحقيق جميع أهداف التغذية العالمية. وأشارت إلى أن معدل التقزم بين الأطفال انخفض من 22% عام 2014 إلى 13% عام 2021، غير أن هذا الإنجاز لا يزال غير كافٍ، نظراً لاستمرار العوامل المسببة للتقزم، مثل نقص الوقاية من العدوى، والتربية الإيجابية، والتحفيز.
وأضافت الألفي أن هناك تحديات أخرى تتعلق بارتفاع معدلات السمنة، وانتشار الأمراض غير المعدية المرتبطة بالنظام الغذائي، ونقص المغذيات الدقيقة، وارتفاع معدل فقر الدم بين النساء المرضعات والأطفال دون سن الخامسة، إلى جانب قضايا مثل انخفاض الوزن عند الولادة، والولادة المبكرة، ووفيات حديثي الولادة.
كما سلطت الضوء على الأسباب الجذرية التي تعيق تحقيق نتائج مثالية خلال "الألف يوم الذهبية"، ومن أبرزها الارتفاع الكبير في معدل الولادات القيصرية غير المبررة طبيًا، والذي يصل إلى 72%، مما يؤدي إلى زيادة مخاطر السمنة، وتأخير بدء الرضاعة الطبيعية، وضعف فترات المباعدة بين الولادات، وهو ما يؤدي بدوره إلى نقص المغذيات الدقيقة، وارتفاع معدلات التقزم وفقر الدم، وانخفاض الوزن عند الولادة، ووفيات حديثي الولادة.
وأشارت إلى وجود نقص في الاستشارات الفردية المناسبة، والتقييم المنتظم للنمو، والتربية الإيجابية، فضلاً عن ضعف مهارات الرضاعة الطبيعية، خاصةً في وحدات حديثي الولادة، وغياب الرعاية الكافية في وحدات العناية المركزة للأطفال حديثي الولادة.
واختتمت الألفي كلمتها بالتأكيد على ضرورة تكثيف الجهود لمواجهة هذه التحديات، وتعزيز التكامل بين الجهات المختلفة لضمان تحسين صحة الأطفال وتحقيق أهداف التغذية المستدامة في مصر.