«لا ليجا».. الملاعب الإسبانية تنتفض وتشتعل تضامنًا مع لقضية الفلسطينية

باتت الملاعب الإسبانية في الأونة الأخيرة مساحة واضحة؛ للتعبير عن المواقف الإنسانية والسياسية، خاصة تجاه القضية الفلسطينية، نظرًا لتصاعد الأحداث في الشرق الأوسط واستمرار الحرب والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والمدنيين العزل والأطفال.
مشهد إنساني لافت في مباراة أوساسونا وخيتافي
شهدت مباراة أوساسونا، وخيتافي، بالأمس، واحدة من أبرز لحظات التضامن مع القضية الفلسطينية في أحد الملاعب الإسبانية، حين توقفت المواجهة لبضع دقائق بعد أن ألقى عدد من المشجعين كرات تنس على أرض الملعب، وقاموا برفع الأعلام الفلسطينية، ولافتات تحمل شعارات داعمة للقضية الفلسطينية، وعكس الحدث تصاعد المواقف الجماهيرية المؤيدة لغزة وشعبها الأعزل في إسبانيا خلال الأسابيع الأخيرة.
رابطة الليجا بين حرية التعبير والانضباط التنظيمي
من جهتها، اتخذت رابطة الدوري الأسباني موقفًا متوازنًا تجاه ما يجري، فبحسب توجيهاتها، لا تُمنع الأعلام الفلسطينية داخل الملاعب الإسبانية طالما أنها لا تُستخدم؛ لتعطيل المباريات أو التحريض السياسي المباشر، ويأتي هذا الموقف في إطار محاولة الرابطة الموازنة بين احترام حرية الجماهير في التعبير، والالتزام بلوائح الاتحاد الأوروبي، لكرة القدم التي تشدد على منع رفع شعارات سياسية داخل الملاعب الأوروبية.

أندية بين التضامن والتحفظ
وجاءت مواقف فرق إسبانيا داخل الملاعب الإسبانية، أتلتيك بيلباو، الذي يُعرف بـ«تاريخه الاجتماعي والإنساني» أعلن تضامنه علنًا مع الشعب الفلسطيني عبر مبادرات إنسانية؛ لدعم الأطفال المتضررين، ونظّم فعاليات بالتعاون مع جمعيات خيرية.
في المقابل، فضّلت أندية كبرى مثل «ريال مدريد، وبرشلونه» البقاء على الحياد، وامتنعت إداراتها عن أي تصريحات سياسية أو رمزية، تفاديًا لأي انتقادات أو عقوبات محتملة، وفي بعض المباريات، مُنع دخول أعلام فلسطينية إلى ملعب «سانتياجو برنابيو» خلال المسابقات الأوروبية، حفاظاً على الالتزام بلوائح الانضباط الرياضي.
الشارع الإسباني يضغط والجماهير تواصل التعبير
خارج المستطيل الأخضر، شهدت مدن مثل «مدريد، وبرشلونه، وإشبيليه» تظاهرات حاشدة دعمًا لفلسطين داخل الملاعب الإسبانية، حيث شارك فيها طلاب وجمعيات مدنية، مطالبةً الحكومة الإسبانية بمواقف أكثر وضوحًا تجاه الحرب في غزة، و انعكست هذه الحالة على الأجواء داخل الملاعب، حيث باتت الأغاني والهتافات المؤيدة لفلسطين جزءًا من المشهد الجماهيري الأسبوعي في الليجا.
بين الرياضة والسياسة.. معادلة صعبة في الملاعب الإسبانية
و يكشف الوضع الحالي معادلة دقيقة تحاول الكرة الإسبانية إدارتها، من جهة، هناك جمهور واسع يرى في كرة القدم منصة للتعبير الإنساني والتضامن مع المظلومين، ومن جهة أخرى تسعى المؤسسات الرياضية إلى حماية المسابقات من التسييس، وبين هذين الاتجاهين، تبقى الملاعب الإسبانية اليوم مرآة حقيقية لمزاج الشارع الأسباني، الذي يزداد تعاطفًا مع القضية الفلسطينية، ويحوّل مباريات الدوري الأسباني إلى مساحة يتردد فيها صدى ما يجري خارج حدود الملعب