حافظ السلماوي: مصر تتجه لتصبح مركزًا لتصدير الكهرباء بفضل مشروعات الربط

قال الدكتور حافظ السلماوي، أستاذ هندسة الكهرباء، إن تصدير الكهرباء من مصر لم يعد مجرد فكرة بل توجه استراتيجي مدروس، تدعمه مشروعات الربط الكهربائي الإقليمي والدولي التي تعمل عليها الدولة خلال السنوات الأخيرة، مؤكدًا أن مصر تمتلك مقومات تجعلها لاعبًا رئيسيًا في سوق تصدير الطاقة المتجددة.
وأوضح «السلماوي» في تصريحات خاصة لـ «نيوز رووم» أن مشروع الربط الكهربائي المصري السعودي يعد خطوة محورية في هذا الاتجاه، حيث يتيح تبادل الطاقة بين البلدين وفقًا لاختلاف فترات الذروة.
وأضاف أن الذروة في السعودية تكون صباحًا، بينما في مصر تكون مساءً، وبالتالي من المتوقع أن تصدّر مصر الكهرباء للسعودية في الصباح عندما تكون تكلفة الإنتاج لديهم مرتفعة، وفي المقابل تصدّر السعودية لمصر الكهرباء مساءً لتغطية ذروة الاستهلاك لدينا.
تحفيز إنتاج الطاقة المتجددة داخل مصر
وأشار إلى أن المشروع بقدرة تصل إلى 3000 ميجاوات، وسيكون له دور محوري في تحفيز إنتاج الطاقة المتجددة داخل مصر، خصوصًا الطاقة الشمسية، لأن مصر ستتمكن من تصدير الفائض خلال فترات النهار ذات الإنتاج المرتفع، ما يعظم العائد الاقتصادي من مشروعات الطاقة النظيفة.
وأضاف أستاذ هندسة الكهرباء أن مشروعات الربط مع أوروبا تمثل البوابة الكبرى لتصدير الكهرباء المصرية للأسواق العالمية، موضحًا أن مشروع الربط بين مصر واليونان لا يستهدف اليونان فقط، بل الاتحاد الأوروبي بأكمله، باعتبار أن أوروبا تبحث عن مصادر طاقة نظيفة ومنخفضة التكلفة.
وتابع قائلاً: «أوروبا لديها سياسة تمنع تصدير الطاقة من خارج الاتحاد عبر خطوط داخلية، لذلك فإن مشروع الربط مع مصر يمثل وسيلة مباشرة لتوريد الطاقة المتجددة إليها، خاصة وأن تكلفة إنتاج الكهرباء في مصر أقل نسبيًا من أوروبا».
وكشف السلماوي عن وجود مقترح جديد لمد خط ربط كهربائي بين مصر وإيطاليا بقدرة 3000 ميجاوات قابلة للتوسع، مشددًا على أن هذه الخطوط مجتمعة تضع مصر في موقع الصدارة كمصدر رئيسي للكهرباء في المنطقة، مستفيدة من موقعها الجغرافي الذي يربط بين الشرق الأوسط وأوروبا، ومن ثروتها من الشمس والرياح التي تمنحها ميزة تنافسية عالمية في إنتاج الكهرباء النظيفة.
واختتم تصريحه قائلاً: «مصر تسير بخطى ثابتة نحو أن تصبح مركزًا إقليميًا لتصدير الكهرباء، ومع اكتمال مشروعات الربط مع السعودية واليونان وإيطاليا، ستكون القاهرة محطة رئيسية في شبكة الطاقة العابرة للقارات».