عاجل

هل البنت الجدعة دائمة التعرض للاستغلال؟.. عضو الأزهر العالمي تحذر (فيديو)

برنامج بنات النبي
برنامج بنات النبي

حذرت الدكتورة أميرة رسلان، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، من أن مفهوم "البنت الجدعة"، رغم إيجابيته، قد يؤدي أحيانًا إلى استغلال الفتاة من قِبل الآخرين، حيث تجد نفسها تتحمل مسؤوليات وأعباء ليست ملزمة بها فقط لأنها تملك القدرة على التصرف وحل المشكلات. 

وأكدت رسلان، خلال مشاركتها في برنامج "بنات النبي"، المذاع على قناة "الناس"، أن الفتيات يجب أن يضعن حدودًا واضحة لعطائهن حتى لا يتحول الدعم إلى عبء غير مستحق.

الجدعنة صفة إيجابية 

تحدثت الدكتورة أميرة رسلان عن مفهوم الجدعنة باعتبارها صفة إيجابية تعكس الشجاعة وحسن التصرف، قائلة: "الفتاة الجدعة هي التي تملك الفطنة والقدرة على التصرف بحكمة في المواقف الصعبة". 

وأوضحت أن هذه الصفة قد تجعل الفتاة مصدر دعم لمن حولها، لكنها شددت على أن الجدعنة لا تعني أن تتنازل الفتاة عن حقوقها أو تتحمل فوق طاقتها باسم التضحية والعطاء.

المساعدة والاستغلال

لفتت رسلان إلى أن المواقف الحياتية قد تدفع الفتيات إلى تقديم المساعدة تحت الضغط، مما يمنحهن خبرة في التعامل مع التحديات، لكنها أكدت أن من مسؤولية كل فتاة أن تميز بين المساعدة النابعة من الرغبة في العطاء وبين التحميل الزائد الذي قد يؤدي إلى استنزاف طاقتها. 

وأضافت: "التصرف بحكمة تحت الضغط أمر إيجابي، لكن يجب أن تكون المساعدة اختيارية، وليست نتيجة لاستغلال الآخرين لقدرتكِ على التصرف".

شددت الدكتورة أميرة على أهمية أن تعرف الفتيات حدود عطائهن وألا يترددن في رفض ما يفوق قدراتهن أو يستغل طيبتهن، قائلاً: "إذا قررتِ مساعدة الآخرين، فليكن ذلك عن قناعة شخصية، سواء بدافع الشعور بالسعادة أو طلبًا للثواب من الله، لكن عندما تشعرين أن الأمر تجاوز الحد وأصبح استغلالًا، عليكِ أن تكوني قوية بما يكفي لتقولي لا".

الجدعنة الحقيقية بالحدود

أشارت رسلان إلى أن المسؤولية الحقيقية ليست في تحمل الأعباء بلا حدود، بل في معرفة متى تستمر الفتاة في تقديم الدعم ومتى تتوقف.

 وأضافت: "كوني قوية وضعي حدودًا واضحة لعطائك. الجدعنة لا تعني أن تُرهقي نفسك أو تحملي فوق طاقتك. كوني ذكية في تقدير حجم المساعدة التي تقدمينها، وحافظي على صحتك النفسية والجسدية".

واختتمت رسلان حديثها برسالة موجهة إلى الفتيات، مؤكدة أن العطاء سلوك نبيل، لكنه يجب أن يكون متوازنًا حتى لا يؤدي إلى الإضرار بالنفس، مضيفة: "تذكري أن أولى مسؤولياتك هي تجاه نفسك. إذا كانت المساعدة تستهلك طاقتك أو تجعلكِ تشعرين بالإرهاق المستمر، فهذا يعني أن الوقت قد حان لإعادة التفكير ووضع حدود واضحة لعلاقاتك مع الآخرين".

التوعية لمواجهة الاستغلال

تأتي تصريحات الدكتورة أميرة رسلان في إطار جهود الأزهر المستمرة لتوعية الفتيات والشباب بكيفية تحقيق التوازن بين الدعم الإنساني والحفاظ على الحقوق الشخصية، بما يعزز من قوة الشخصية ويحد من ظاهرة الاستغلال الاجتماعي التي قد تواجهها الفتيات تحت مظلة العطاء غير المحدود.

تم نسخ الرابط