علي فوزي: رد حماس يضع العبء الأكبر على الولايات المتحدة وإسرائيل
قال علي فوزي الباحث في الشؤون العربية والدولية إن موافقة حركة حماس المشروطة على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحمل أبعادًا سياسية بالغة الأهمية، فهي لا تعكس فقط رغبة الحركة في وقف الحرب الدائرة منذ عامين، بل تمثل أيضًا محاولة لإعادة التموضع سياسيًا ضمن الإطارين العربي والدولي.
وأشار علي فوزي في تصريح خاص لموقع نيوز رووم، إلى أن حركة حماس من خلال هذا الرد أرادت أن تُظهر قدرًا من المرونة السياسية في قضايا إنسانية عاجلة مثل ملف الأسرى وإدارة القطاع، مع التمسك في الوقت نفسه بالثوابت الوطنية الكبرى، كحق العودة ومستقبل غزة، وربطها بإجماع فلسطيني جامع.
وأوضح أن هذا الموقف يعتبر استباقيًا لقطع الطريق على التهديدات الأمريكية والإسرائيلية، ويضع العبء الأكبر على واشنطن وتل أبيب في كيفية التعامل مع الرد.
وختم فوزي بالقول إن الخطوة تمثل فرصة سياسية نادرة قد تفتح أفقًا لإنهاء الحرب إذا ما استثمرها المجتمع الدولي بجدية، لكنها في المقابل قد تتحول إلى نقطة تصعيد جديدة إذا جرى تجاهلها أو التعامل معها كتكتيك مؤقت.
ترحيب عربي ودولي واسع بموافقة حماس على خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة
أثار إعلان حركة حماس الفلسطينية موافقتها على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف الحرب في قطاع غزة ردود فعل إيجابية من دول عربية وأجنبية ومنظمات دولية، في وقت تتكثف فيه الدعوات لاغتنام هذه الفرصة لإنهاء الصراع الدموي المتواصل في القطاع.
مصر: موقف حماس يعكس الحرص على دماء الفلسطينيين
أعربت وزارة الخارجية والهجرة المصرية عن تقديرها لموقف حركة حماس، مشيرة إلى أن البيان الصادر عنها يعكس حرصها، إلى جانب باقي الفصائل الفلسطينية، على وقف نزيف الدم الفلسطيني وحماية أرواح المدنيين. كما أثنت القاهرة على تجاوب الحركة مع المبادرة الأمريكية، مؤكدة دعمها الكامل لأي مسار يُنهي معاناة الشعب الفلسطيني.
قطر: بدأنا التنسيق مع مصر وأمريكا لمواصلة المحادثات
ورحبت وزارة الخارجية القطرية برد حماس الإيجابي على خطة ترامب، معلنة عن انطلاق التنسيق بين الدوحة وكل من القاهرة وواشنطن لاستكمال المحادثات.
وأكدت الخارجية القطرية دعمها لدعوة الرئيس الأمريكي لوقف إطلاق النار بشكل فوري في غزة، تمهيدًا لإطلاق سراح الرهائن بصورة آمنة وسريعة، مشيرة إلى أن ذلك من شأنه تحسين الأوضاع الإنسانية المتدهورة في القطاع.
الأمم المتحدة: نرحب ببيان حماس وندعو لاغتنام الفرصة
كما عبّر المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، عن ترحيب أنطونيو غوتيريش ببيان حماس، داعيًا جميع الأطراف إلى استغلال هذه اللحظة لوقف العدوان على غزة، وإنهاء الصراع المأساوي الذي طال أمده، والعمل على حل سياسي دائم قائم على قرارات الشرعية الدولية.
ماكرون: فرصة لتحقيق سلام شامل ويجب البناء عليها
بدوره، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن التزام حماس بوقف إطلاق النار يجب أن يُتابع ويُترجم إلى خطوات ملموسة دون تأخير، واصفًا الوضع الحالي بأنه يشكل فرصة مواتية لتحقيق تقدم حقيقي نحو سلام شامل.
وأكد ماكرون استعداد فرنسا للعب دور فاعل في دعم هذه المبادرة، بالتعاون مع الأمم المتحدة، الولايات المتحدة، والشركاء الدوليين.
ستارمر: لحظة مهمة يجب استثمارها لتحقيق السلام
وفي المملكة المتحدة، وصف رئيس الوزراء كير ستارمر موافقة حماس على خطة ترامب بأنها "خطوة مهمة نحو السلام"، مشيدًا بالجهود الأمريكية التي قرّبت مختلف الأطراف من عملية سياسية لم تشهد مثلها المنطقة منذ سنوات.
وقال ستارمر، في تغريدة عبر منصة "إكس"، إن الوقت مناسب الآن لوقف الحرب، وتأمين عودة الرهائن، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى من يحتاجها، مؤكدًا التزام بلاده بدعم أي مفاوضات قادمة تمهيدًا لسلام دائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
ترامب: حماس جاهزة للسلام.. وعلى إسرائيل وقف القصف فورًا
من جانبه، دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إسرائيل إلى التوقف الفوري عن قصف غزة، مؤكداً أن بيان حماس الأخير يعكس استعداداً حقيقياً لتحقيق سلام دائم.
وأوضح ترامب، في تغريدة نشرها على منصة "تروث سوشيال"، أن الوضع الحالي لا يسمح بمزيد من التصعيد، وأن إطلاق سراح الرهائن بشكل آمن وسريع يتطلب وقف الأعمال العسكرية فورًا.
وأضاف: "هذه ليست قضية غزة فقط، بل هي فرصة لتحقيق السلام في الشرق الأوسط بأسره، وهو هدف نعمل من أجله منذ زمن طويل."
حماس: مستعدون للتنفيذ والمفاوضات تبدأ فورًا
وكانت حركة حماس قد أصدرت بياناً رسمياً، أمس الجمعة أعلنت فيه موافقتها على خطة ترامب، بعد مشاورات داخلية مع قياداتها، وتنسيق مع الفصائل الفلسطينية والوسطاء والأطراف الداعمة.
وأكّدت الحركة في بيانها استعدادها للدخول الفوري في مفاوضات عبر وسطاء دوليين وإقليميين لمناقشة تفاصيل تنفيذ الخطة، معلنة موافقتها على إطلاق سراح جميع أسرى الاحتلال — سواء كانوا أحياء أو جثامين — وفقاً لصيغة التبادل الواردة في المقترح الأمريكي، شريطة تهيئة الظروف الميدانية المناسبة لذلك.
كما جددت حماس موافقتها على تسليم إدارة قطاع غزة لهيئة فلسطينية مستقلة من التكنوقراط، يتم تشكيلها بناء على توافق وطني وتحظى بدعم عربي وإسلامي.
وشددت الحركة على أن مستقبل غزة وحقوق الشعب الفلسطيني يجب أن يُناقشا ضمن إطار وطني شامل، يستند إلى قرارات الشرعية الدولية، وبمشاركة كافة القوى السياسية الفلسطينية، مؤكدة التزامها بالحلول السياسية التي تضمن الحقوق والثوابت الوطنية.
