عاجل

هل يجوز شرعًا إهداء ثواب الأعمال الصالحة للأحياء والأموات.. الإفتاء تجيب

قراءة القرآن
قراءة القرآن

أكدت دار الإفتاء المصرية أن إهداء ثواب الأعمال الصالحة للغير، سواء كان حيًّا أو ميتًا، أمرٌ جائز شرعًا، ويصل ثوابه بإذن الله إلى المهدى إليه، مستندة في ذلك إلى أدلة من السنة النبوية المطهرة، وأقوال جماهير العلماء من أهل السنة والجماعة.

هل يجوز شرعًا إهداء ثواب الأعمال الصالحة للأحياء والأموات

جاء ذلك ردًّا على تساؤلات متكررة من المسلمين حول جواز إهداء ثواب العبادات، كالصلاة، والصيام، والقراءة، والصدقة، والدعاء، إلى الأحياء أو الموتى.

وأوضحت دار الإفتاء أن هذا الأمر قد أجمع على جوازه فقهاء الحنفية والحنابلة، حيث نصوا على أنه يجوز للمسلم أن يصوم، أو يتصدق، أو يقرأ القرآن، ثم يهب ثواب ما قام به إلى غيره، حيًّا كان أو ميتًا، ويصل إليه الثواب بنصوص واضحة من الشريعة.

واستشهدت الدار بما رواه الصحابي الجليل أبو سعيد الخدري رضي الله عنه، أن رسول الله ﷺ ضحَّى بكبش أقرن، وقال: "هذا عني، وعمّن لم يُضحِّ من أمتي"، وهو ما أخرجه الإمام أحمد في "المسند"، مبينة أن النبي ﷺ أهدى ثواب الأضحية لأناس لم يضّحوا، مما يدل على جواز إهداء الثواب للغير دون أن يشترط كون العمل من الأعمال التي تقبل النيابة.

وأضافت أن العمل الصالح في الإسلام لا يقتصر نفعه على فاعله فقط، بل يمكن أن يُهدى ثوابه للآخرين، خاصة في أعمال البر والصدقات والدعاء والاستغفار وقراءة القرآن، مشيرة إلى أن إهداء الثواب يُعدّ من صور الإحسان إلى الغير، والتوسعة عليه في الدنيا أو في البرزخ.

أما فيما يتعلق بمذهب المالكية والشافعية، فقد بيَّنت الدار أن هذين المذهبين قيدًا الإهداء بما يُقبل النيابة فيه شرعًا، كالدعاء والصدقة والعتق، بينما لم يُجيزوا إهداء ثواب الصلاة أو الصيام باعتبارهما من العبادات البدنية المحضة، التي لا تقبل النيابة. ومع ذلك، فقد رجحت دار الإفتاء القول بجواز إهداء الثواب في جميع الأعمال الصالحة، استنادًا إلى عموم الأدلة، ومراعاة لمقاصد الشريعة في التيسير.

وأكدت الدار أن الله سبحانه وتعالى كريمٌ إذا سُئِل أعطى، وإذا دُعِي أجاب، وأن من أهدى ثواب عمله للغير فإن الله يُبلغه الثواب تفضلًا وكرمًا، ولا ينقص من أجر المهدي شيء.

وختمت دار الإفتاء بيانها بأن إهداء ثواب الأعمال الصالحة باب من أبواب الخير، وسُنة نبوية جليلة، ينبغي للمسلمين أن يحرصوا عليها، خاصة في أوقات الفضائل كرمضان، والأيام العشر من ذي الحجة، وليالي القدر، سائلين الله أن يُثيب الجميع على أعمالهم، وأن يتقبل منهم صالح أعمالهم.

تم نسخ الرابط