عاجل

حديث «لو علمتم ما أعلم».. صحته وهل يقصد به أهوال الموت والقيامة؟

أهوال النزع والموت
أهوال النزع والموت

ما صحة حديث «لو علمتم ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا»؟، من الأسئلة التي يكثر البحث عنها، وما المراد منه.

أهوال النزع والموت في حديث «لو علمتم ما أعلم»

بين الدكتور جمال الأكشة عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر، معنى حديث :"لوعلمتم ما أعلم، تحت عنوان: “لَو عَلِمْتُمْ أهْوَالَ النَّزْعِ والمَوْتِ، والقَبْرِ، ويَوْمِ القِيَامَةِ، لضَحِكْتُمْ قليلًا، ولَبَكَيْتُمْ كَثِيْرًا”، حيث روي عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"لَوْ تَعْلَمُونَ ما أعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا ، ولَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا". أخرجه البخاري، ومسلم.

شرح حديث «لو علمتم ما أعلم»

قال ابن حجر العسقلاني رحمه الله: "والمراد بالعلم هنا ما يتعلق بعظمة الله ، وانتقامه ممَّن يعصيه ، والأهوال التي تقع عند النزع ، والموت ، وفي القبر ، ويوم القيامة، ومناسبة كثرة البكاء وقلة الضحك في هذا المقام واضحة ، والمراد به التخويف".

وقال النووي رحمه الله: "لو رأيتم ، وعلمتم ما علمت مما رأيته اليوم وقبل اليوم لأشفقتم إشفاقا بليغا، ولقلَّ ضحككم وكثر بكاؤكم". 

وقال القرطبي رحمه الله: "وقوله صلى الله عليه وسلم{لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا}: يعني ما يعلم هو من أمور الآخرة وشدة أهوالها ، ومما أعد في النار من عذابها وأنكالها ، ومما أعد في الجنة من نعيمها وثوابها ، فإنه صلى الله عليه وسلم قد كان رأى كل ذلك مشاهدة وتحقيقا، ولذلك كان صلى الله عليه وسلم متواصل الأحزان ، قليل الضحك ، جُلُّه التبسم".

وقال المناوي رحمه الله: "{لو تعلمون ما أعلم}أي:من عظم انتقام الله من أهل الجرائم وأهوال القيامة وأحوالها ما علمته لما ضحكتم أصلا، المعبر عنه بقوله{لضحكتم قليلا}إذ القليل بمعنى العديم على ما يقتضيه السياق ؛ لأن {لو}حرف امتناع لامتناع".

كما روي عن ابن أبي مليكة - رضي الله عنه - أنه قال:"جلَسْنا إلى عبدِ اللهِ بنِ عمرٍو في الحِجرِ ، فقال: ابْكُوا ؛ فإنَّ لم تَجِدوا بُكاءً فتَباكَوا ، لوْ تَعلَمون العِلمَ لَصلّى أحدُكم حتّى يَنكسِرَ ظَهرُه ، ولَبَكى حتّى يَنقطِعَ صَوتُه". أخرجه الحاكم في المستدرك وقال: إسناده صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ، وأبو داود في الزهد ، وأبو نعيم في حلية الأولياء.

تم نسخ الرابط