غابرييلا هيرست تطلق مجموعة مستوحاة من رموز التاروت

في عرض استثنائي خلال أسبوع الموضة، قدّمت غابرييلا هيرست مجموعة ربيع وصيف 2026 كرحلة رمزية تستند إلى بطاقات التاروت، حيث ارتبط كل تصميم بواحدة من بطاقات الـMajor Arcana، بدءاً من The Fool وصولاً إلى The Universe .
العرض لم يكن مجرد استلهام بصري بل تأملاً عميقاً في التحوّل والتجدد، وهو ما انعكس في أزياء جمعت بين الفكر الفلسفي والحرفة اليدوية الرفيعة.



افتُتحت المجموعة بفستان من آلاف الزهور الجلدية، استحضاراً لمعاني الخصوبة والوفرة، فيما اختتم العرض بإطلالة تجمع بين الشامواه والكروشيه والجلد المضفور، في صورة تجسّد الاستسلام والتعليق الرمزي. هذه القطع لم تكتفي بالإشارة إلى الرموز الروحية، بل جسّدتها بخامات وأساليب تنفيذ ملموسة جعلت البُعد الميتافيزيقي قريباً من الواقع المادي. كما قدّمت هيرست معطفاً شامواه مزين بشرّابات صغيرة وحُلي ذهبية على شكل جماجم، في استحضار لأجواء الطقوس وعمقها الحسي.


الللافت أن المصممة اعتمدت في معظم التصاميم على الأقمشة المتبقية من مجموعاتها السابقة، ما أضاف بُعداً مسؤولاً إلى العمل وربط الاستدامة بدورة التجدد التي يعكسها التاروت. هذه الخطوة عزّزت قوة السردية وأثبتت أن الاستدامة يمكن أن تكون جزءاً أصيلاً من الهوية الإبداعية وليست مجرد إضافة ثانوية.


ومن أبرز محطات العرض فستان تي-شيرت حريري تتوسطه مثلثات هندسية، وفستان عاجي بكنزة قصيرة وتنورة زغبية قدّم رؤية جديدة للنحت من خلال النعومة.
كما أدخلت هيرست لمسة من المرح عبر ألوان زاهية ورسومات من توقيعها الشخصي ظهرت كزخارف إنلايزيا على كنزات وجينزات، في موازنة بصرية خفّفت من الطابع الفلسفي العميق. أما الفستان الكروشيه المزين بالنجوم، والذي صُنع في بوليفيا، فكان تحية للحِرف التقليدية ورسالة عن قوة المجتمعات الإبداعية.
بفضل دقتها في التعامل مع النسيج، وسيطرتها على القَصّات والتناسب، استطاعت هيرست أن تحوّل الرموز الماورائية إلى لغة أزياء ملموسة، تجمع بين الفكرة والتطبيق. والنتيجة كانت مجموعة متوازنة بين الرمز والارتداء الواقعي، بين الروحانية والمادية، لتؤكد مجدداً قدرة هيرست على صياغة موضة ذات أبعاد أبعد من المواسم العابرة.