عاجل

رغم فشل سد النهضة وتسببه في فيضان مصطنع .. إثيوبيا تتجه لبناء 3 سدود جديدة

سد النهضة
سد النهضة

بعد فشل سد النهضة في تحقيق أهدافه المعلنة في توليد الكهرباء وتحقيق التنمية الاقتصادية لإثيوبيا بل أسفر عن فيضانات مصطنعة شهدها السودان ومعظم محافظات مصر، تسعى أديس أبابا إلى بناء سدود جديدة، في تحد صارخ للقانون الدولي والإصرار على الخطوات الأحادية. 

وكان رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد قد افتتح مؤخرًا سد النهضة رسميًا، واصفًا إياه بأنه مشروع قومي استراتيجي يستهدف إنتاج الطاقة وتطوير الاقتصاد الوطني.

 إلا أن سد النهضة تم افتتاحه بدون تشغيل لتوربيناته، لتضطر إثيوبيا إلى فتح 4 بوابات من المفيض العلوي بهدف تصريف حوالي 450 مليون متر مكعب من المياه بشكل يومي اتجاه السودان ومصر. 

فيضانات السودان
فيضانات السودان

أسباب بناء 3 سدود جديدة 

كشف الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا بجامعة القاهرة، عن الأسباب التي تدفع الحكومة الإثيوبية إلى التخطيط لبناء سدود إضافية في منطقة سد النهضة، وذلك بعد افتتاحه رسميًا خلال الأسابيع الماضية. 

وأوضح شراقي في تصريحات صحفية، أن الهدف الأساسي من هذه الخطوة هو تخفيف الضغط المائي الواقع على سد النهضة، إلى جانب تخزين كميات إضافية من المياه بهدف زيادة القدرة الإنتاجية للتوربينات الكهرومائية، وتعزيز إنتاج الطاقة الكهربائية. 

وأضاف أن فكرة إقامة سدود إضافية ليست جديدة، حيث سبق للحكومة الإثيوبية أن حددت في أوقات سابقة المواقع التي من المتوقع أن تبدأ فيها أعمال التأسيس لتلك السدود، مشيرًا إلى أن الغرض منها يتمثل أيضًا في حماية سد النهضة من المخاطر المحتملة التي قد تنشأ نتيجة تراكم كميات كبيرة من المياه المخزنة خلفه. 

وشدد شراقي على أهمية تمسك مصر بفكرة التشغيل المتكرر للسد، مؤكدًا أن هذه الآلية يمكن أن تساهم في تفادي الأضرار المحتملة التي قد تترتب على عمليات التخزين غير المنضبطة مستقبلاً. 

مصر: سد النهضة تسبب في فيضان مصطنع

أصدرت وزارة الموارد المائية والري المصرية بيانًا رسميًا، أكدت فيه متابعتها الدقيقة لتطورات فيضان نهر النيل لهذا العام، محذّرة من التداعيات الخطيرة لما وصفته بـ"التصرفات الأحادية" التي تنتهجها الحكومة الإثيوبية في إدارة سد النهضة، معتبرة أنها تمثل خرقًا صريحًا للقانون الدولي وتهديدًا مباشرًا لحياة وأمن شعوب دولتي المصب، مصر والسودان. 

وأوضحت الوزارة أن بيانات الفيضان الحالية تشير إلى أن الوارد المائي أعلى من المتوسط بنسبة تقارب 25%، لكنه لا يزال أقل من فيضان العام الماضي، ورغم ذلك، انتقدت الوزارة السلوك الفني لمشغلي السد الإثيوبي، الذين قاموا بـخفض التصريفات اليومية من 280 مليون متر مكعب إلى 110 ملايين متر مكعب في 8 سبتمبر الماضي، وذلك بشكل مفاجئ ودون تنسيق. 

وأشارت الوزارة إلى أن إثيوبيا عادت بعد يوم واحد فقط، وتحديدًا في 9 سبتمبر، إلى تصريف كميات ضخمة من المياه بشكل غير مبرر عقب ما وصفته بـ"احتفال افتتاح السد"، ما أدى إلى اضطراب كبير في مناسيب المياه، مضيفًا البيان أن التصريفات غير المنتظمة بلغت ذروتها يوم 27 سبتمبر، حيث تم رصد تصريف بلغ 780 مليون متر مكعب في يوم واحد، وهو ما تسبب في فيضان صناعي مفتعل"، أدى إلى غمر أراضٍ زراعية وقرى في السودان. 

وأكد البيان أن هذه المعلومات موثّقة في تقارير صادرة عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، مشددة على أن هذه الممارسات تعكس طبيعة الإدارة العشوائية للسد الإثيوبي، وتدعم ما كانت مصر تحذر منه منذ سنوات بشأن مخاطر غياب التنسيق والتشغيل المشترك، وخاصة خلال فترات الجفاف أو الفيضان. 

كما أعادت وزارة الموارد المائية والري التأكيد على ضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم ينظم ملء وتشغيل السد، حفاظًا على الحقوق المائية والأمن القومي لدول المصب

تم نسخ الرابط