خوفا من الكارثة.. فصل الكهرباء عن المناطق بقرية دلهمو بالمنوفية

فصلت شركة كهرباء المنوفية التيار عن عدد من المنازل المتضررة بمياه النيل في أراضي طرح النهر بقرية دلهمو التابعة لمركز أشمون، وذلك عقب ارتفاع منسوب المياه الذي حاصر أعمدة الكهرباء والبيوت الواقعة بتلك المنطقة.
ويأتي هذا الإجراء جاء حفاظًا على أرواح المواطنين وسلامتهم، ومنعًا لحدوث أي حوادث كهربائية محتملة نتيجة ملامسة المياه للأعمدة أو وصولها إلى الأسلاك المكشوفة، مشيرة إلى أن أعمال المتابعة تتم بشكل دوري للتأكد من تلافي المخاطر.
كما شددت الوحدات المحلية على الأهالي سرعة إخلاء المنازل المتضررة والابتعاد عن مناطق تجمع المياه، وذلك بالتنسيق مع الجهات التنفيذية المعنية.
في سياق متصل، يعيش أهالي قرية دلهمو التابعة لمركز أشمون مأساة إنسانية منذ أكثر من 15 يومًا، بعدما غمرت مياه فيضان النيل منازلهم وأراضيهم الزراعية، وحولت حياتهم إلى صراع يومي مع الغرق والخوف، حيث يستخدم الأهالي “الطشت” والقوارب البسيطة كوسيلة للتنقل وكأنهم عادوا بالزمن مئات السنين.
بين جدران مغمورة بالمياه، وأرض فقدت خضرتها، وأطفال يتنقلون في "طشت" صغير للوصول إلى مدارسهم، يروي الأهالي المتضررين فصول معاناة قاسية لم تتوقف عند حدود غرق المنازل، بل امتدت لتطرق أبواب الكرامة الإنسانية والاستقرار الأسري.
عروسان بلا زفة ولا زفاف
لم يكن العريس الشاب، يتخيل أن يوم زفافه، الذي انتظره بالفرح والأحلام، سيتحول إلى مشهد مأساوي يدخل فيه منزله عائما على مركب، وسط صرخات الأهالي وقلوب واجفة من أن يزداد منسوب المياه فيبتلع ما تبقى من أحلامهم.
شقيق العريس يروي "رجعنا من الفرح لقينا البيت غرقان، شيلنا العروسين ودخلناهم في شقة غرقانة.. حاولنا ندور على مكان نأجره ليهم ملقيناش"، لتتحول ليلة العمر إلى بداية رحلة جديدة من المعاناة.
15 يوما من المعاناة
الأزمة لم تتوقف عند بيت العريس وحده، بل طالت عشرات الأسر التي بنت منازلها منذ سنوات على أراضي طرح النهر ودأبت على دفع إيجارات سنوية للري، لكنها اليوم تجد نفسها محاصرة بالمياه بلا بدائل سكنية أو حلول عاجلة.
أحد الأهالي، يروي كيف يضطر يوميا لعبور أطفاله في "طشت" حتى يصلوا إلى مدارسهم "بقالنا 15 يوم في المعاناة دي، أعدي عيالي وأرجع أغير هدومي علشان أروح شغلي".