علاء مبارك: جيل أكتوبر حطم أسطورة الجيش الذي لا يُقهر واستعاد كرامة مصر

أكد علاء مبارك، نجل الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، ببطولات أن رجال القوات المسلحة سطروا ملحمة تاريخية بتحقيقهم نصر السادس من أكتوبر عام 1973، الذي حطم أسطورة "الجيش الإسرائيلي الذي لا يُقهر".
وقال نجل مبارك، في تغريدة له عبر حسابه على منصة إكس، إن عشرات الآلاف من أبطال الجيش المصري عبروا إلى الضفة الشرقية لقناة السويس، في واحدة من أعظم المعارك في التاريخ العسكري الحديث، لاستعادة سيناء، أغلى بقعة في الوطن.
وأضاف أن هذا العبور أعاد إلى العسكرية المصرية كبرياءها وشموخها، واستعاد المصريون معه كرامتهم ومكانتهم أمام العالم.
وعلى صعيد آخر قال اللواء حمدي بخيت، المحلل الاستراتيجي والعسكري، إن مرور 52 عامًا على انتصار أكتوبر لا يزال يلقي بظلاله على إسرائيل، مؤكدًا أن الدولة العبرية لم تتجاوز حتى الآن آثار تلك الهزيمة بأي شكل من الأشكال.
ما جرى في أكتوبر كان صدمة هائلة للجيش الإسرائيلي؟
وأوضح بخيت خلال لقائه عبر قناة "إكسترا نيوز"، أن ما حدث في حرب أكتوبر كان غير مسبوق في تاريخ الصراع العربي – الإسرائيلي منذ عام 1948، سواء من حيث طول مدة الحرب أو حجم الخسائر التي تكبدتها إسرائيل.
وأشار المحلل الاستراتيجي إلى أن إسرائيل لم تُعلن حتى الآن بشكل رسمي عن حجم خسائرها في تلك الحرب، مضيفًا أن الوثائق التي يتم الكشف عنها تباعًا تشير إلى أن ما جرى في أكتوبر كان صدمة هائلة للجيش الإسرائيلي وللمؤسسة الاستخباراتية وللشعب الإسرائيلي على حد سواء، إذ تملكهم الرعب من قدرة مصر على خوض حرب شاملة ضد إسرائيل.

ونوه إلى أن هذه العوامل، إلى جانب خطة الخداع الاستراتيجي التي نفذتها القيادة المصرية قبيل الحرب، خلقت لدى إسرائيل ما يشبه “الفوبيا” من تكرار الخداع المصري في أي وقت لاحق، وهو ما يعترف به حتى بعض الخبراء العسكريين الغربيين، مؤكدا أن محاضرة عُقدت في جامعة الدفاع بواشنطن أوضحت أن الإنذار المبكر يمثل محور الصراع بين الدول المتجاورة والمتصارعة، فإذا فشلت دولة ما في تحقيق هذا الإنذار فإن الطرف الآخر يمتلك حينها عنصر المفاجأة، وهو ما نجحت فيه مصر خلال حرب أكتوبر.
خطة الخداع المصرية اعتمدت على عدة محاور
وأضاف أن خطة الخداع المصرية اعتمدت على عدة محاور، أولها ترسيخ قناعة لدى إسرائيل بأن مصر لن تحارب إلا إذا امتلكت سلاحاً جوياً بعيد المدى، وهو ما لم يكن متاحاً لمصر آنذاك، وثانيها الاعتقاد الإسرائيلي بأن الرئيس أنور السادات يفتقر إلى الخبرة العسكرية والشعبية الكافية لاتخاذ قرار الحرب، وثالثها الخطأ في تقدير المعلومات الاستخباراتية نتيجة ما قام به أشرف مروان الذي استطاع تضليل الجانب الإسرائيلي حتى الخامس من أكتوبر.
وأوضح الخبير أيضًا أن الهجوم الإسرائيلي المفاجئ على سوريا في سبتمبر قبيل الحرب، وإسقاط 13 طائرة سورية، خلق لدى إسرائيل انطباعاً بأن دمشق هي الجبهة الأكثر تهديداً، في حين تم تحييد احتمال قيام مصر بعمل عسكري، كما أشار إلى أن إسرائيل فسرت الحشود المصرية على الجبهة بأنها مجرد رفع معتاد لدرجة الاستعداد العسكري يعقبه تراجع، وهو ما ضلل تقديراتها.