«معندناش سكن بديل».. أهالي دلهمو بالمنوفية يستغيثون نعيش وسط فيضان النيل

حالة من الغضب والاستياء بين أهالي قرية دلهمو التابعة لمركز أشمون بمحافظة المنوفية، بسبب ارتفاع منسوب مياه البحر وغرق منازلهم، في ظل غياب بدائل سكنية يمكن اللجوء إليها.
أهالي دلهمو بالمنوفية يستغيثون
قال مصطفى سعيد أحمد، أحد أهالي القرية "بيوتنا غرقت والنهر زاد علينا، ومفيش بديل غيرها، ولو كان في بديل كنا سيبنا المنطقة ، ولسه بيقولوا إن النهر هيزيد أكتر "، مضيفا أنه يضطر يوميا لعبور أطفاله في "طشت" حتى يتمكنوا من الوصول إلى مدارسهم، بينما يستخدم قاربا أو أي وسيلة بدائية للتنقل إلى عمله، موضحا "بقالنا 15 يوم في المعاناة دي، أعدي عيالي وأرجع البيت أغير هدومي بره علشان أقدر أروح شغلي، وفي آخر اليوم أرجع أجيبهم بنفس الطريقة".
وأضاف حسام فوزي أحد الأهالى المتضررة إلى أن أزمة غرق المنازل ليست جديدة على أهالي القرية، لكنها تكررت هذا العام بشكل ملحوظ، موضحا "المشكلة دي بقالها سنتين ما حصلتش، لكنها قبل كده من أربع سنين كانت بتحصل أكتر من مرة في السنة، والسنة دي رجعت تحصل تاني"
وحول التحذيرات التي وُجهت للأهالي بإخلاء منازلهم، أكد "مش هنقدر نخليها لأن مافيش بديل، نروح بولادنا فين؟ دي بيوتنا ومعندناش غيرها، من سنين وإحنا عايشين على الوضع ده وبنحاول نتكيف معاه"
وطالب أهالي القرية بسرعة إيجاد حلول جذرية للأزمة التي تهدد استقرار حياتهم، خاصة في ظل استمرار ارتفاع منسوب المياه وغرق الدور الأول في منازلهم.
ومن ناحية أخرى كشف مصدر مسؤول بمديرية الزراعة في المنوفية، عن تضرر مساحات واسعة من الأراضي الزراعية نتيجة ارتفاع منسوب مياه النيل خلال الساعات الماضية، مؤكدًا أن نحو 1084 فدانًا من أراضي طرح النهر تعرضت للغمر بالمياه.
وأوضح المصدر أن أغلب الأراضي المتضررة تقع في مراكز أشمون ومنوف والشهداء، مشيرًا إلى أن هناك متابعة يومية للموقف من خلال فرق ميدانية تعمل على رصد التغيرات في منسوب المياه والتأكد من سلامة الأراضي والمزارعين.
وأشار إلى أن أراضي طرح النهر عادة ما يتم استغلالها في الزراعة خلال فترات انخفاض المياه وعدم وجود فيضان، إلا أن ارتفاع المنسوب بشكل مفاجئ أدى إلى غمرها، ما تسبب في خسائر كبيرة لبعض المزارعين.
في السياق ذاته، أصدرت الوحدات المحلية في مختلف مراكز ومدن المحافظة تحذيرات عاجلة للمواطنين والمزارعين، دعتهم فيها إلى سرعة إخلاء الأراضي والمنازل الواقعة داخل نطاق طرح النهر، نظرًا لارتفاع منسوب المياه واحتمالية غمر المزيد من المساحات.
وجاء في نص التحذيرات أن المواطنين مطالبون بتوخي الحذر وتجنب زراعة أي محاصيل جديدة خلال الفترة الحالية، نظرًا لاحتمالية فقدانها بالكامل، إضافة إلى ضرورة إخلاء المنازل المقامة على جوانب مجرى النيل حرصًا على سلامة الأرواح والممتلكات.
وأكدت الأجهزة التنفيذية أن هذه الإجراءات تأتي في إطار خطة المحافظة للتعامل مع تطورات الموقف، مشددة على أن سلامة المواطنين تمثل أولوية قصوى، مع استمرار التنسيق بين الوحدات المحلية والجهات المعنية لمتابعة الموقف ميدانيًا واتخاذ كافة التدابير اللازمة لمواجهة أي طارئ
وكانت محافظة المنوفية دعت المواطنين المقيمين في منازل وأراض تقع ضمن نطاق طرح النهر إلى سرعة الإخلاء بعد ارتفاع منسوب مياه النيل بشكل متزايد قد يؤدي إلى غمر مساحات واسعة من الأراضي الزراعية والمباني.
وشددت الوحدات المحلية على ضرورة الالتزام بالتحذيرات الرسمية وعدم التهاون حفاظًا على الأرواح، مشيرة إلى أن هناك متابعة دورية لتطورات الموقف بالتنسيق مع الأجهزة المختصة.
كما لفتت إلى أن ارتفاع المياه في تلك الفترة من العام يتطلب توخي الحذر، واتخاذ تدابير احترازية لمنع أي أضرار قد تطال المواطنين وممتلكاتهم
ومن جانبه قال الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء ، تعليقا على تداعيات فيضان النيل ، أن هناك استعدادات منذ فترة كبيرة ، قائلا" نتوقع خلال شهر أكتوبر أن يكون التصريف بكميات أكبر عن المعدلات المتوسطة وسيكون هناك بعض المناطق طرح النهر والعشش التي ستغمر بالمياه وخاصة فى المنوفية والبحيرة ".
وحذر رئيس الوزراء جميع المتعدين من أن جميع أراضي طرح النهر من الممكن غمرها بالمياه خلال الفترة الحالية في إطار إجراءات مواجهة الفيضان، حيث إن هذه الأراضي جزء لا يتجزأ من القطاع المائي لنهر النيل.