صلاح قيراط يؤكد أن إسرائيل كيان فوق القانون ويرتكب جرائم متواصلة

أكد الدكتور صلاح قيراط، الكاتب والمحلل السياسي، أن القضية الفلسطينية لم تعد مجرد شأن إقليمي، بل تحولت إلى قضية إنسانية وأخلاقية باتت تتصدر أولويات الرأي العام الأوروبي، وربما العالمي أيضًا، وأوضح أن التعاطف مع الشعب الفلسطيني يتزايد بشكل لافت في مختلف دول القارة الأوروبية، خاصة في الدول التي اعتادت الدفاع عن الحقوق الفلسطينية مثل إسبانيا، والتي كانت على الدوام مناصرة صريحة لحق الفلسطينيين في الحرية والعدالة.
وأشار صلاح قيراط إلى أن هذا التعاطف لم يعد مقتصرًا على النخب السياسية أو المؤسسات الحقوقية، بل أصبح دعمًا شعبيًا واسعًا يتجسد في مظاهرات ضخمة، وبيانات صادرة عن منظمات المجتمع المدني، وضغوط متزايدة على الحكومات الأوروبية لاتخاذ مواقف أكثر صرامة تجاه الانتهاكات الإسرائيلية.
الاعتداء الإسرائيلي على سفن المساعدات
وفي مداخلة هاتفية من مدريد عبر فضائية "النيل للأخبار"، شدّد صلاح قيراط على أن الاعتداء الإسرائيلي الأخير على سفن المساعدات الإنسانية يُعد "قرصنة حقيقية"، حيث جرى في مياه إقليمية أو دولية بالمخالفة الصريحة للقانون الدولي وقانون البحار ، وأوضح أن هذه السفن لم تكن تحمل أي طابع عسكري أو تهديد أمني، بل كانت محملة بمساعدات طبية وغذائية موجهة إلى المدنيين في قطاع غزة المحاصر.
وأضاف صلاح قيراط أن ما يزيد من خطورة الاعتداء أن السفن كانت ترفع أعلام دول أوروبية مثل إسبانيا وإيطاليا والبرتغال، ما يجعل الأمر لا يتعلق فقط بالفلسطينيين، وإنما يشكل اعتداءً مباشرًا على سيادة الدول الأوروبية وقوانينها البحرية.
إسرائيل ككيان "فوق القانون"
وانتقد صلاح قيراط السلوك الإسرائيلي الذي وصفه بأنه "تصرف كيان فوق القانون"، حيث تستغل تل أبيب الغطاء السياسي والأمني الذي يوفره لها بعض القوى الدولية، لتبرير جرائمها وانتهاكاتها المستمرة ،وأكد أن هذا السلوك يعكس استخفافًا صارخًا بالقوانين الدولية، خصوصًا أن الهجوم استهدف قوافل إنسانية بحتة لا علاقة لها بأي نشاط عدائي.
وأوضح أن مثل هذه الممارسات تضع إسرائيل في عزلة متزايدة على الساحة الدولية، بعدما أصبح العالم أقل تقبلًا لروايات التضليل التي تحاول تل أبيب تسويقها لتبرير اعتداءاتها.
دعوة إلى تحرك قانوني ودولي
وشدد قيراط على ضرورة أن يكون هناك تحرك قانوني ودبلوماسي واسع، سواء عبر مجلس الأمن أو محكمة الجنايات الدولية، لمحاسبة إسرائيل على ما وصفه بـ"جرائم حرب" تستهدف المدنيين والمنشآت الإنسانية. وأكد أن الوقت قد حان لوقف هذه الانتهاكات المتكررة، لافتًا إلى أن استمرار الصمت الدولي يمنح إسرائيل غطاءً لمواصلة جرائمها.
وختم قيراط بأن القضية الفلسطينية اليوم تحظى بزخم غير مسبوق على الساحة الدولية، وهو ما يتطلب استثماره عبر تحركات قانونية وشعبية ضاغطة، لضمان محاسبة إسرائيل ووضع حد لسياسة الإفلات من العقاب.