فيفا ترد على ترامب: كرة القدم أكبر من كل رؤساء العالم

رد الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" على تهديدات الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، بشأن إمكانية نقل بعض مباريات كأس العالم 2026 من مدن معينة داخل الولايات المتحدة لأسباب أمنية.
وتقام بطولة كأس العالم القادمة بنسختها الموسعة للمرة الأولى في التاريخ بمشاركة 48 منتخبًا، في تنظيم مشترك بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، ما يجعلها أكبر نسخة على الإطلاق في تاريخ البطولة.
وسبق أن أعلن ترامب أن بعض المباريات التي ستقام في ولايات ذات أغلبية ديمقراطية مثل سياتل وسان فرانسيسكو قد تُنقل إلى مدن أخرى، مبررًا ذلك بأن تلك الولايات تُدار من قبل "متطرفين يساريين لا يعرفون ما يفعلون"، بحسب تصريحاته التي أثارت ردود فعل غاضبة على المستوى الرياضي والسياسي.
رد الاتحاد الدولي على هذه التصريحات جاء سريعًا وواضحًا عبر صحيفة "جارديان" البريطانية، حيث أكد نائب رئيس "فيفا" أن كأس العالم هي بطولة تابعة للاتحاد الدولي وحده، وأن جميع القرارات المتعلقة بالملاعب والمواعيد والتنظيم تقع ضمن اختصاصه الكامل، بعيدًا عن أي تدخل سياسي. وأضاف: "مع كل الاحترام لقادة العالم الحاليين، كرة القدم أكبر منهم وستتجاوز أنظمتهم وحكوماتهم وشعاراتهم".
وأكد مسؤولو فيفا أن بطولة كأس العالم تُنظَّم وفق قواعد ولوائح صارمة، وأن أي محاولة لتغيير المواقع أو مواعيد المباريات لأي سبب سياسي ستكون مخالفة للاتفاقيات الرسمية، مشددين على أن الأولوية دائمًا للسلامة الرياضية والالتزام بالتنظيم الدولي.
ويأتي هذا الرد في وقت تشهد فيه البطولة المرتقبة اهتمامًا عالميًا واسعًا، نظرًا لأنها المرة الأولى التي تشهد مشاركة 48 منتخبًا، وهو ما يجعل التنظيم أكثر تعقيدًا ويتطلب تنسيقًا دقيقًا بين ثلاث دول مختلفة. كما يمثل التعاون بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك نموذجًا للتنظيم المشترك الكبير، ما يعزز من صعوبة تدخل أي جهة خارجية في تفاصيل البطولة.
من جهته، اعتبر محللون رياضيون أن تصريحات ترامب، وإن كانت إعلامية بالدرجة الأولى، أظهرت مدى التقاطع بين السياسة والرياضة، لكنها أيضًا برزت قوة الاتحاد الدولي وثبات موقفه في حماية حقوق كرة القدم ومصالحها. ولفتوا إلى أن موقف فيفا يعكس أن كرة القدم أصبحت اليوم سلطة عالمية مستقلة تستطيع اتخاذ قراراتها بحرية بعيدًا عن أي ضغوط سياسية، مؤكدين أن بطولة كأس العالم ستظل مناسبة توحد الجماهير حول الحدث الرياضي الكبير بعيدًا عن أي خلافات خارجية.
وفي ظل هذه الأجواء، يواصل العالم متابعة الاستعدادات لبطولة كأس العالم 2026، التي تعد حدثًا تاريخيًا وغير مسبوق، بينما يثبت الاتحاد الدولي مرة أخرى أن كرة القدم أكبر من أي تهديد أو تدخل سياسي، وأن الملاعب ستظل ساحة الرياضة والعطاء بعيدًا عن أي سياسات حزبية.