التطعيم أثناء الحمل.. خرافات وحقائق يجب على كل أم حامل معرفتها

لا يُعد الحمل مجرد رحلة شخصية للزوجين، بل تجربة جماعية يتشاركها جميع أفراد الأسرة، فبمجرد الإعلان عن الخبر، تبدأ النصائح والاقتراحات والتعليمات الصادقة بالتدفق من العائلة والأصدقاء والجيران، وحتى من الغرباء، وبينما قد يكون بعض هذه الإرشادات مفيدًا، إلا أن الكثير منها قد يكون مُربكًا، ومُضللًا أحيانًا.
يُعد التطعيم أثناء الحمل من المواضيع التي غالبًا ما تُحيط بها الخرافات والآراء المتضاربة، ومع ذلك، تلعب التطعيمات دورًا حاسمًا في حماية الأم والطفل، فيما يلي نستعرض المفاهيم الخاطئة الشائعة بوقائع مدعومة علميًا.
الإسطورة 1: التطعيم أثناء الحمل غير ضروري لأن المناعة الطبيعية كافية لحماية الأم والطفل
الحقيقة: خلال فترة الحمل، يخضع جهاز المناعة لدى المرأة لتغيرات لدعم الجنين، وهذه التغيرات قد تجعلها أكثر عرضة للإصابة بأمراض مثل الإنفلونزا والكزاز والدفتيريا، مما قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة كالولادة المبكرة، وانخفاض الوزن عند الولادة، أو ولادة جنين ميت، لذا، يُعد التطعيم ضد هذه الأمراض ضروريًا.
الأسطورة 2: التطعيم ضد السعال الديكي ليس ضروريًا
الحقيقة: على الرغم من أن برنامج التحصين الشامل لا يتضمن حاليًا تطعيم السعال الديكي للنساء الحوامل، إلا أن المنظمات الطبية الرائدة توصي به بشدة.
قد لا يتلقى المواليد الجدد جرعتهم الأولى من لقاح DTaP إلا في الأسبوع الـ 6 من عمرهم، وحتى ذلك الحين، يظلون غير محميين، مما يُسبب ما يُطلق عليه الأطباء "فجوة مناعية"، خلال هذه الفترة، يكون المواليد أكثر عرضة للإصابة بالسعال الديكي من أفراد عائلاتهم أو زوارهم الذين قد يحملون البكتيريا دون علمهم.
قد يبدأ السعال الديكي كنزلة برد عادية، لكنه قد يتفاقم بسرعة، ويُسبب نوبات سعال شديدة، وصعوبات في التنفس، وقد يُهدد حياة الرضع، أما الرضع دون الشهرين، فقد يظهر على شكل انقطاع النفس، وهو توقف مفاجئ في التنفس، مما يجعل الوقاية المبكرة أمرًا بالغ الأهمية.
الإسطورة 3: التطعيم أثناء الحمل ضار بالطفل
الحقيقة: يُعد هذا من أكثر المخاوف شيوعًا، ولكنه لا يستند إلى أي أساس علمي، فاللقاحات المُوصى بها أثناء الحمل هي لقاحات مُعطلة، أي لا تحتوي على فيروسات أو بكتيريا حية، ولا تُسبب أي أمراض للأم أو للجنين، بل تُحفز جهاز المناعة لدى الأم على إنتاج أجسام مضادة تنتقل بأمان إلى الجنين.
أظهرت دراسات واسعة النطاق باستمرار أن هذه اللقاحات آمنة، ولا تزيد من خطر حدوث مضاعفات للأم أو الطفل، وفي الواقع، تتمتع الأمهات المُلقحات بحماية أفضل، ويقل احتمال نقل العدوى إلى أطفالهن حديثي الولادة، كما أن التوقيت مهم، فتلقي الجرعة المعززة خلال الثلث الأخير من الحمل يضمن نقل أقصى قدر من الأجسام المضادة عبر المشيمة.