نائب الرئيس يزلزل كواليس الأهلي.. أزمة مكتومة قبل غلق باب الترشح

قبل ساعات من إغلاق باب الترشح لانتخابات النادي الأهلي المقبلة، تلوح في الأفق أزمة صامتة لكنها عميقة، تتعلق بأحد أهم مقاعد مجلس الإدارة، منصب نائب الرئيس.
مقعد ظلّ لسنوات رمزًا للتوازن بين الخبرة السياسية والاقتصادية داخل القلعة الحمراء، لكنه اليوم تحوّل إلى ساحة صراع مكتوم بين أسماء كبيرة في تاريخ الإدارة الحمراء.
حلم مرتجي المؤجل
خالد مرتجي، أحد أبرز الوجوه في إدارة الأهلي، عاش تفاصيل هذا الصراع مبكرًا، ففي الفترة الأولى لرئاسة محمود الخطيب، كان مرتجي يرى نفسه الأقرب لمقعد نائب الرئيس، إلا أن الراحل العامري فاروق، وزير الرياضة الأسبق، حظي بالمنصب، باعتباره شخصية سياسية ووزارية رفيعة، لا يليق أن يُزاح من قائمة الخطيب أو يُوضع في مرتبة أقل من نائب الرئيس، إن لم يكن الرئيس نفسه.
ورغم قبول مرتجي بالأمر الواقع وقتها، إلا أنه ظلّ يهيئ نفسه لليوم الذي يتولى فيه المنصب، واضعًا عينه على المقعد الذي لطالما اعتبره امتدادًا طبيعيًا لمسيرته داخل الإدارة الحمراء.

مرحلة انتقالية وانقلاب جديد
رحيل العامري فاروق أعاد فتح الباب مجددًا أمام مرتجي، حيث تولى مهام نائب الرئيس بشكل مؤقت خلال الفترة الماضية، وهو ما زاد من قناعته بأن المنصب في طريقه إليه بشكل رسمي في الانتخابات المقبلة. غير أن المفاجأة جاءت من قلب التحالفات الانتخابية نفسها، بعدما ظهر اسم رجل الأعمال البارز ياسين منصور مرشحًا بقوة للمنصب ذاته، بعد أن كان يُنتظر ترشحه ضمن قائمة منافسة للخطيب.
وجود ياسين منصور، بثقله المالي وخبرته الاقتصادية، في قائمة الخطيب على مقعد نائب الرئيس، شكّل صدمة داخلية لمرتجي، الذي وجد نفسه فجأة خارج الحسابات التي كان يخطط لها منذ سنوات.
الخطيب في موقف حرج
هذا التداخل بين الأسماء وضع محمود الخطيب في موقف بالغ الصعوبة. فالرئيس الحالي، الساعي لإغلاق قائمته بأفضل مزيج بين الخبرة والقدرات المالية، يدرك أهمية وجود ياسين منصور إلى جواره، لكن في الوقت ذاته يعلم أن استبعاد مرتجي أو تهميشه قد يثير أزمة داخلية ويترك جرحًا في علاقة امتدت سنوات طويلة.
وبحسب مصادر قريبة من المشهد، فإن النقاشات ما زالت مستمرة داخل دائرة الخطيب الضيقة، بحثًا عن صيغة تحفظ التوازن وتغلق الباب أمام أي انقسام قد يهدد استقرار قائمته قبل ساعات من الحسم.
غلق باب الترشح.. ساعات فاصلة
غدًا الجمعة هو اليوم الأخير لتقديم أوراق الترشح، وهو الموعد الذي حدده الخطيب بالفعل لتقديم قائمته بشكل رسمي. الساعات المقبلة ستكون حاسمة، ليس فقط في حسم منصب نائب الرئيس، بل في تحديد شكل المجلس المقبل الذي سيقود الأهلي لأربع سنوات قادمة.
الجمعية العمومية تترقب، والأنظار كلها تتجه إلى الجزيرة، حيث تُرسم خلف الأبواب المغلقة تفاصيل معركة انتخابية قد تكون الأهم في تاريخ القلعة الحمراء الحديث.