العشر الأواخر من رمضان 2025 ..المسجد الحرام يحقق رقمًا قياسيًا للمصلين والمعتمرين

حقق المسجد الحرام رقمًا قياسيًا جديدًا من المصلين والمعتمرين الذين توافدوا إليه بكثافة كبيرة لقضاء ما بقي من العشر الأواخر من شهر رمضان لتحري ليلة القدر طمعًا في مغفرة ربهم ورضوانه.
3 ملايين و 400 ألف قاصد للمسجد الحرام
وبلغ إجمالي قاصدي البيت العتيق يوم أمس (3441600)، ووصل عدد المصلين في صلاة الفجر إلى (703123) وفي صلاة الظهر (614307)، وصلاة العصر (643912)، وصلاة المغرب (740129)، وصلاتي العشاء والتراويح (740129).
وقالت الهيئة العامة للعناية بشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي، فى بيان صحفى ، إن إجمالي أعداد المستفيدين من العربات بلغ (27756) وبلغت أعداد المعتمرين من الأبواب الرئيسة باب (1) الملك عبدالعزيز (282433) معتمرًا، وباب (17) السلام (33211) معتمرًا، وباب (33) الحديبية (107810) معتمرين، وباب (40) العمرة (149176) معتمرًا، وباب (79) الملك فهد (199746) معتمرًا، ليبلغ إجمالي المعتمرين من الأبواب الرئيسة (800132) معتمرًا.
وتستخدم الهيئة العامة للعناية بشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي، تقنية متطورة تعتمد على حساسات قارئة لرصد أعداد المصلين والمعتمرين من قاصدي البيت العتيق على أرضية المداخل الرئيسة للمسجد الحرام؛ في خطوة تهدف إلى رفع الكفاءة التشغيلية عبر متابعة التدفقات والحشود وتحسين إدارتها بفاعلية بالشراكة مع الجهات ذات العلاقة.
هل يجوز تكرار العمرة في اليوم الواحد؟
من ناحية أخرى، رد الأزهر الشريف عن سؤال هل يجوز تكرار العمرة في السَّفرة الواحدة واليوم الواحد؟، مؤكدا إن العمرة شعيرة عظيمة، ترفع بها الدرجات، وتُكَّفرُ السيئات، وتعم الخيرات؛ قال سيدنا رسول الله ﷺ: «الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الْجَنَّةُ». [متفق عليه]
وأوضح الأزهر، أن الإحرام بالحج له ميقات مكاني، وزماني محدد، لا تصح أداء مناسك الشعيرة إلا فيه، وليس للعمرة ميقات بزمان محدد، مبينا أن العمرة من العبادات غير المؤقتة، ولا المتعينة بيوم معين؛ فيجوز في حقها التكرار والتوالي في أي وقت كصيام وصلاة النافلة؛ قال الإمام ابن قدامة رحمه الله: "ولا بأس أن يعتمر في السنة مرارًا" [المغني لابن قدامة (3/ 220)]
وقال الإمام ابن حجر رحمه الله: "وفي حديث العمرة إلى العمرة دلالة على استحباب الاستكثار من الاعتمار، خلافًا لقول من قال: يكره أن يعتمر في السنة أكثر من مرة..". [فتح الباري لابن حجر (3/ 598)]
كما أنه يجوز لمن سافر لأداء العمرة تكرارها في السَّفرة الواحدة، كما يجوز له موالاة تكرارها في اليوم الواحد على الراجح من أقوال الفقهاء؛ لعموم قول سيدنا رسول الله ﷺ: «تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، فَإِنَّ الْمُتَابَعَةَ بَيْنَهُمَا، تَنْفِي الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ، كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ، خَبَثَ الْحَدِيدِ» [أخرجه ابن ماجه]؛ قال الإمام ابن عبد البر رحمه الله: "وجمهور العلماء على إباحة العمرة في كل السنة لأنها ليس لها عند الجميع وقت معلوم ولا وقت ممنوع لأن تقام فيه .. والجمهور على جواز الاستكثار منها في اليوم والليلة لأنه عمل بر وخير فلا يجب الامتناع منه إلا بدليل ولا دليل أمنع منه بل الدليل يدل عليه بقوله تعالى: {وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الحج: 77] [الاستذكار (4/ 112)]
وشدد على من أراد تكرار العمرة في السفر الواحد خرَج إلى أدنى الحِل، خارج الحرم؛ مثل "التنعيم" أو "عرفات" أو "الجعرانة"، وأحرَم بعمرة جديدة؛ قال الإمام النووي رحمه الله: "وأما ميقات المكي للعمرة فأدنى الحل؛ لحديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها؛ أن النبي ﷺ أمرها في العمرة أن تخرج إلى التنعيم وتُحرِم بالعمرةِ منه، والتنعيم في طرف الحل، والله أعلم". [شرح النووي على مسلم (8/ 85)]