وفد من الهيكل الإقليمي لمكافحة الإرهاب في منظمة شنغهاي يزور مرصد الأزهر

استقبلت الدكتورة رهام سلامة، مدير مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، اليوم الثلاثاء، وفدًا من الهيكل الإقليمي لمكافحة الإرهاب (RATS) التابع لمنظمة شنغهاي للتعاون، وذلك في إطار التعرف على جهود المرصد في مواجهة خطاب التطرف والإرهاب.
تفكيك الخطاب المتشدد وتفنيد الشبهات الفكرية
بدأ اللقاء بتقديم الدكتورة رهام سلامة نبذة تعريفية عن مرصد الأزهر، استعرضت فيها أهدافه الرئيسة، وعدد الوحدات التي يضمها، وآليات العمل التي يعتمدها لرصد وتتبع الخطاب المتطرف باللغات المختلفة؛كما أبرزت أهم الإنجازات التي حققها المرصد منذ تأسيسه في مجال تفكيك الخطاب المتشدد وتفنيد الشبهات الفكرية التي تروج لها التنظيمات الإرهابية.
مواجهة الشرور الثلاثة
وخلال الزيارة، قدّم وفد الهيكل الإقليمي لمكافحة الإرهاب تعريفًا موسعًا بدوره، باباعتباره جهازًا دائمًا أُنشئ عام 2004 في العاصمة الأوزبكية طشقند، ليكون الذراع التنفيذية لمنظمة شنغهاي للتعاون في مجال مكافحة الإرهاب. ويُعنى الهيكل بتنسيق السياسات والإجراءات بين الدول الأعضاء لمواجهة ما يُعرف بـ"الشرور الثلاثة": الإرهاب، والانفصالية، والتطرف.
وأكد الوفد أن تبادل الخبرات والتجارب مع المؤسسات الدولية الرائدة، ومنها مرصد الأزهر، يمثل ركيزة أساسية لتعزيز التعاون الدولي في مواجهة التهديدات الأمنية والفكرية، خاصة مع تنامي التحديات العابرة للحدود في العصر الرقمي.
ترسيخ قيم الوسطية ونشر ثقافة الحوار والتعايش
وفي ختام اللقاء، أشاد وفد منظمة شنغهاي بجهود الأزهر الشريف في ترسيخ قيم الوسطية ونشر ثقافة الحوار والتعايش، مؤكدًا أن تجربة مرصد الأزهر في مواجهة التطرف باتت نموذجًا عالميًّا يمكن الاستفادة منه في المحافل الدولية، ومشددًا على أهمية استمرار التواصل وتبادل المعلومات بين الجانبين بما يخدم أمن واستقرار الشعوب.
الأمير أغا خان: الأزهر قبلة الاعتدال والوسطية في العالم الإسلامي
استقبل فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، اليوم الثلاثاء، الأمير رحيم أغا خان، زعيم الطائفة الإسماعيلية ورئيس شبكة الأغا خان للتنمية؛ لبحث سُبل تعزيز التعاون المشترك.
وقال فضيلة الإمام الأكبر إن رسالة الأزهر الشريف تقوم على نشر السلام وتعزيز الأخوة بين الجميع، ولذا انفتح الأزهر على المؤسسات الدينية والثقافية حول العالم بما يسمح بتحقيق هذه الرسالة العظيمة، مشيرًا إلى أن الأزهر بادر بعقد أول نسخة من مؤتمر الحوار الإسلامي-الإسلامي في مملكة البحرين، لتعزيز أواصر الأخوة بين نسيج ومكونات الأمة، وطي صفحات الماضي، والالتفاف على إنشاء منصة قادرة على لمِّ شمل كلمة علماء الأمة ومؤسساتها الدينية، والخروج بموقف علمائي موحَّد تجاه الأزمات والتحديات التي تواجهها.
وأكد فضيلته استعداد الأزهر للتعاون مع مؤسسة الأغا خان للتنمية في مشروعات تنموية وتوعوية مشتركة، وبخاصة المشروعات الموجهة للشباب ومواجهة التحديات المعاصرة، مشيرًا إلى أن مجلس حكماء المسلمين، الذي يرأسه فضيلته، له خبرة واسعة في مثل هذه المشروعات النوعية بالتعاون مع الأزهر الشريف، موضحًا أن الأزهر يتميز على مدار تاريخه بالوسطية والاعتدال، انطلاقًا من فهمه الصحيح لحقيقة الإسلام، وحرصه الكبير على تبليغ الإسلام الحقيقي للناس، وهو ما كان سببًا في ارتباط الناس به على مدار هذا التاريخ الطويل.