وزير السياحة: خطة تسويق بالذكاء الاصطناعي وتشجيع مهرجانات صيفية بالأقصر وأسوان

أكد شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، أن تنمية القطاع السياحي في مصر لا بد أن تستند إلى رؤية حديثة وأدوات مبتكرة تتناسب مع المتغيرات العالمية في صناعة السياحة، مشيرًا إلى أن الاعتماد على الصور النمطية التقليدية لم يعد كافيًا في جذب السائحين أو الترويج للمقاصد السياحية المصرية.
وأوضح الوزير، خلال لقائه ببرنامج "كلمة أخيرة" على فضائية "أون"، أن الدولة تعمل على تنفيذ خطة متكاملة للتسويق السياحي لمصر، ترتكز بشكل أساسي على استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحديد الفئات المستهدفة بدقة أكبر، وتوجيه الحملات الدعائية نحو الأسواق الواعدة التي يمكن أن تساهم في رفع معدلات الحركة السياحية.
الذكاء الاصطناعي والترويج السياحي
وأشار شريف فتحي إلى أن الوزارة بدأت بالفعل في توظيف أدوات الذكاء الاصطناعي في الحملات الترويجية، حيث يتم تحليل سلوك السائحين عبر الإنترنت ومنصات الحجز العالمية لتحديد اهتماماتهم وما يبحثون عنه عند اختيار وجهاتهم السياحية. وبهذه الطريقة، يمكن لمصر أن تقدم نفسها بصورة أكثر جاذبية، عبر رسائل دعائية موجهة ومؤثرة، بدلًا من الاعتماد على الإعلانات التقليدية التي قد لا تصل إلى الجمهور المستهدف.
وأضاف الوزير أن استخدام هذه الأدوات يسهم في تقليل التكاليف وزيادة العائد من الحملات التسويقية، لافتًا إلى أن العالم اليوم يتجه بشكل متسارع نحو الرقمنة، وأن قطاع السياحة يجب أن يواكب هذا التحول حتى يحافظ على تنافسيته.
دور القطاع الخاص في إنجاح الفعاليات
وشدد وزير السياحة والآثار على أن تنشيط الحركة السياحية لا يقتصر فقط على الترويج الخارجي، بل يمتد أيضًا إلى تنظيم الفعاليات والمهرجانات داخل مصر. وأكد أن القطاع الخاص يلعب دورًا محوريًا في هذا المجال، موضحًا أن الحكومة تشجع رجال الأعمال والمستثمرين على تنظيم مهرجانات سياحية وثقافية قادرة على جذب الزوار من الداخل والخارج.
وتابع قائلًا: "أتمنى أن نشهد خلال السنوات المقبلة مهرجانات كبرى في الصيف بمناطق مثل الأقصر وأسوان، بما يساهم في إعادة هذه المدن السياحية العريقة إلى صدارة خريطة السياحة العالمية." وأكد أن هذه الفعاليات لن تعزز فقط من حركة السياحة الخارجية، بل ستشجع أيضًا على تنشيط السياحة الداخلية بين المصريين أنفسهم.
خطة متكاملة للتسويق السياحي
وأوضح شريف فتحي أن الوزارة تمتلك خطة عمل شاملة للتسويق السياحي، تشمل التعاون مع شركات دعاية كبرى على مستوى العالم، بالإضافة إلى تفعيل الشراكات مع منصات السفر والحجز الإلكترونية. وأشار إلى أن مصر تمتلك مقومات سياحية لا مثيل لها، بدءًا من السياحة الثقافية والتاريخية في الأقصر وأسوان، وصولًا إلى السياحة الشاطئية في البحر الأحمر وشرم الشيخ والغردقة، فضلًا عن السياحة العلاجية والدينية.
وأضاف أن هذه المقومات تحتاج إلى استغلال أمثل عبر حملات تسويقية عصرية، قادرة على نقل صورة مصر الحقيقية إلى العالم، بما يعكس التنوع والثراء الحضاري والثقافي والطبيعي الذي تتمتع به البلاد.
مصر وجهة واعدة
واختتم وزير السياحة والآثار حديثه بالتأكيد على أن مصر قادرة على استعادة مكانتها كإحدى أهم الوجهات السياحية عالميًا، إذا ما تم استثمار أدوات العصر بشكل صحيح، وتشجيع القطاع الخاص على لعب دوره، مع استمرار الدولة في دعم وتطوير البنية التحتية السياحية. وأكد أن المستقبل يحمل الكثير من الفرص، وأن الوزارة تعمل على تحويل هذه الفرص إلى إنجازات ملموسة تسهم في زيادة أعداد السائحين وتعزيز الاقتصاد الوطني.