خبيرة فلسطينية: خطة ترامب عن غزة نسخة معدلة من "صفقة القرن" لتصفية القضية

قالت الدكتورة تمارا حداد، الباحثة السياسية الفلسطينية، إن ما يطرحه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة ليس سوى نسخة معدلة من "صفقة القرن"، وهي في حقيقتها رؤية إسرائيلية يجري تمريرها على أنها أمريكية.
وأكدت الدكتورة تمارا حداد في تصريح خاص لموقع نيوز رووم، أن جوهر هذه الخطة يقوم على فصل الضفة الغربية عن قطاع غزة، ووضع القطاع تحت إدارة دولية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية بالتنسيق الكامل مع الاحتلال الإسرائيلي، بحيث تتحول غزة إلى منطقة مدولة ذات بعد استثماري وتجاري، هدفها السيطرة على ثروات القطاع وتحويله إلى قوة اقتصادية تتبع واشنطن بالشراكة مع إسرائيل.

تمارا حداد: خطة ترامب تهدف إلى تعزيز التهجير الطوعي لسكان غزة من أراضيهم
وأشارت حداد إلى أن هذه الرؤية تحمل في طياتها تعزيز التهجير الطوعي لسكان القطاع، وعرقلة أي عملية إعمار إلا وفق الشروط الأمريكية والإسرائيلية، وبعد إنهاء العمليات العسكرية والأمنية، بما يعني أن إعادة احتلال غزة والتهجير قائمين بشكل واضح.
وأضافت الباحثة الفلسطينية أن لقاء ترامب برئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عكس بوضوح أن العملية العسكرية في غزة ستستمر، مع تحميل حركة حماس المسؤولية، وذلك لمنع السلطة الفلسطينية من أن يكون لها أي دور أو حضور في القطاع، وبما يخدم مساعي فصل الضفة عن غزة بشكل كامل.
وشددت حداد على أن خطة ترامب لا تمت للسلام بصلة، بل تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية برمتها، وإعطاء نتنياهو مكافأة سياسية لتتويج كيانه "السرطاني" على عرش المنطقة.
كما أوضحت أن الحديث عن انسحاب إسرائيلي تدريجي من غزة ما هو إلا تكتيك، فإسرائيل لن تنسحب ولن توقف العمليات العسكرية، بينما في الضفة الغربية يجري العمل على الضم التدريجي غير المعلن، دون الإعلان الرسمي لتفادي ردود الفعل.
وختمت الدكتورة تمارا حداد بالقول إن نتنياهو يدرك أن حركة حماس سترفض بعض بنود هذه الخطة، ولذلك ينتظر فقط الضوء الأخضر من ترامب لمواصلة استكمال العملية العسكرية داخل القطاع، بالتوازي مع مساعٍ لفتح ملفات أخرى في المنطقة مثل لبنان وإيران بدعم أمريكي مباشر.