طارق فهمي: ترامب ترك الكرة في ملعب حماس ورسائله تحمل تهديدًا

قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وجّه خلال تصريحاته الأخيرة رسالة واضحة مفادها أن "الكرة الآن في ملعب حماس"، في إشارة إلى موقف الإدارة الأمريكية بشأن خطة وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
حماس تُبدي ترحيبًا مبدئيًا بالخطة الأمريكية
وأوضح فهمي، خلال مداخلة هاتفية لبرنامج "الصورة"، مع الإعلامية لميس الحديدي، والمذاع عبر قناة النهار، أن حماس قد تُبدي ترحيبًا مبدئيًا بالخطة الأمريكية، لكنها ستتحفظ على عدد من البنود، وهو ما يعكس، بحسب وصفه، قبولاً مشروطًا من جانب الحركة، لافتًا إلى أن هناك نقاطًا خلافية من المحتمل أن تعيق التوصل إلى اتفاق شامل، إذا لم تُحل بمرونة.
وأشار إلى أن ما يزيد من تعقيد الموقف هو الرسالة التي تضمنها خطاب ترامب، والتي قال فيها إنه "في حال عدم استجابة حماس، سيتم السماح لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتصرف كما يشاء"، مؤكدًا أن هذه الرسالة تمثل تهديدًا مبطنًا وتضع حماس أمام اختبار صعب في التعامل مع الطرح الأمريكي.
ونوّه الدكتور فهمي إلى أن لغة الجسد التي ظهر بها ترامب خلال حديثه الأخير أظهرت مؤشرات إيجابية بشأن رغبة الإدارة الأمريكية في وقف لإطلاق النار، لكنه شدد في المقابل على أن التصريحات الإسرائيلية، وخاصة من جانب نتنياهو، لا توحي بأي تنازل جوهري أو انسحاب كامل من قطاع غزة.
نتنياهو لا يزال يتمسك بما يسميه "الخطوط الحمراء"
وأضاف أن نتنياهو لا يزال يتمسك بما يسميه "الخطوط الحمراء"، وهو ما يعكس رفضًا ضمنيًا لأي صيغة تفاوضية تؤدي إلى إعادة الانتشار أو إنهاء العمليات العسكرية دون تحقيق أهداف إسرائيلية واضحة.
وتابع فهمي: "نتنياهو يتحدث لجمهوره الداخلي، ويحاول الحفاظ على صورته قبل 7 أكتوبر"، مضيفًا أن موضوع الدولة الفلسطينية، رغم الزخم الذي اكتسبه مؤخرًا بعد انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلا أنه لن يتحقق بين عشية وضحاها، ويحتاج إلى مسار تفاوضي طويل ومعقد.
وأكد أن هناك ما وصفه بـ"مخطط شيطاني" يلوح في الأفق، يتمثل في فصل مسار غزة عن الضفة الغربية، مشددًا على أن هذا التوجه يهدف إلى إضعاف المشروع الوطني الفلسطيني وتفريغ حل الدولتين من مضمونه، داعيًا إلى ضرورة الانتباه لهذه التحركات وتبعاتها السياسية والأمنية.