عاجل

إجراءات شرعية ونفسية للتحكّم في سرعة الغضب.. الإفتاء توضح

الغضب
الغضب

حذّرت دار الإفتاء المصرية من خطورة الانفعالات السريعة، وخصوصًا غول الغضب الذي يدفع الإنسان أحيانًا إلى أفعالٍ وكلماتٍ يندم عليها لاحقًا، مؤكدةً أن الشريعة الإسلامية ذمّت الغضب ونهت عنه إلا فيما ينبغي للحقّ والدين. كما بيّنت الدار أن الإسلام لم يترك المكلف وحيدًا أمام هذا الانفعال، بل سلّط عليه وسائل ووسائل علاجية روحية وسلوكية عملية تساعد على ضبط النفس والوقاية من نتائج الغضب المدمّرة.

إجراءات شرعية ونفسية للتحكّم في سرعة الغضب

وأوضحت الدار أن الضوابط الشرعية للعلاج تبدأ من تمكين القلب بالإيمان والتوكّل على الله، والاستعاذة منه تعالى من وساوس الشيطان: «وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ» (الأعراف:200). كما ذكرت الدار أقوال النبي ﷺ التي تنهى عن الغضب وتوصي بالسكوت وتهدئة النفس: «لا تغضب» و«إذا غضب أحدكم فليسكت».

وقدّمت الدار مجموعة إجراءات عملية مستمدة من الكتاب والسنة والسيرة النبوية، يمكن للمسلم تطبيقها فورًا عند شعوره بتسارع الغضب أو كمنهجية وقائية، أهمّها:

الاستعاذة بالله فورًا: تكرار «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم» لإزالة نزغ الشيطان وتهدئة الوجدان.

السكوت وتأجيل الردّ: التزام الصمت عند اشتداد الانفعال لحماية اللسان من قولٍ يندم عليه صاحبه.

الوضوء: الاستحماد الرمزي بالماء أو الوضوء عمليّة تُطفئ نار الغضب، وهو ما ورد في السنة كوسيلة طاردة للحمى الانفعالية.

تغيير الهيئة: تغيير الوضعية — الجلوس إن كنت واقفًا، أو المشي للخارج — يساعد على تهدئة الجسم والعقل.

كظم الغيظ ومجاهدة النفس: العمل على تكوين عادة الحلم والعفو، لما في ذلك من أجر ومغفرة وثبات للنفس.

التأني وعدم التسرع في القرارات: تأجيل أي قرار مهم إلى حين مجلس هدوءٍ ونضجٍ ذهني، لأن القرارات وقت الغضب كثيرًا ما تكون خاطئة.

ذكر الله والدعاء: التوجه إلى المولى بالدعاء والطلب أن يُعين على ضبط النفس وردع الشرور.

الاستعانة بالوسائل العلاجية عند الحاجة: إن كان الغضب متكررًا ومُمرضًا — وكأنه داء — فلا حرج في الاستشارة الطبية أو النفسية والعلاجية، والشرع يأمر بالتداوي: «تداووا عباد الله».

نبهت الدار إلى أن تعلم مهارات السيطرة على الغضب يحتاج تدريبًا وصبرًا، وأن الغضب المشروع – كالغضب لإحقاق الحق أو صدّ الباطل – يختلف عن الغضب الانفعالي الذي يلحق الضرر بالذات والغير. كما دعت الأسر إلى تربية الأبناء على الحِلْم والعفو والقدوة الحسنة، إذ إن سلوك الآباء مرآة أولادهم.

واختتمت دار الإفتاء بيانها بالتذكير بأن ضبط الغضب ليس ضعفًا بل قوة نفسية وأخلاقية، وأن من يكظم غيظَه وهو قادر على إنفاذه فإن له أجرًا عظيمًا، داعيةَ كلّ من يعاني سرعة الغضب إلى الإلتزام بالوسائل المذكورة وطلب العون من الله تعالى أولًا وآخرًا.

تم نسخ الرابط