منصب المفتي بدعة..الهلالي يثور على ثوابت الأمة: تركنا النبي واتبعنا العثمانيين

لماذا لم يفسر الرسول القرآن؟ جدل آخر قدمه الدكتور سعد الدين الهلالي الأستاذ بجامعة الأزهر خلال استضافته عبر منصة مجتمع وحديثه عن المفتي وتفسير القرآن وغيرها من الأمور الشرعية.

منصب المفتي بدعة

الهلالي الذي بدأ حديثه بالأسف على ما نحياه من ثقافة دينية أشار إلى أن الناس تركوا ما عليه الدين في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم واتبعوا ما سطره لهم العثمانيون ودولتهم، موضحًا أن النبي صلى الله عليه وسلم أقام الدولة من خلال فهمه للنص على أساس التراضي فقط.

وقال الهلالي: «أؤكد تأسفي على الثقافة العامة في فهمنا للدين، احنا مش هنخترع عجلة، العجلة اللي تم اختراعها في أيام سيدنا النبي، احنا موتناها وعشنا في عجلة اختراعها العثمانيون، ومش عايزين نخرج عن دائرة عجلة الدولة العثمانية، الدولة العثمانية هي التي ابتدعت فكرة المفتي، وإن الشعب عامي والشعب أمي والمفتي هو الذي يوجهه، افعل ولا تفعل».

وحول سؤال: ماذا قدم سيدنا رسول الله لخلق الله؟، قال: قدم سيدنا رسول الله لخلق الله أن فقه الدين للجميع وأن النص القرآن جاء للكل، فلم يضع تفسيرًا له رغم إن أقدر الناس على تفسير كتاب الله هو رسول الله.

كل واحد يحيي ضميره

وفي جواب: لماذا يا رسول الله لم تضع تفسيرا؟، قال الهلالي متعجبًا على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال أنا هضع تفسير على حسب الإنسانية المستمرة والممتدة؟!، لأ.. كل واحد يحيي قلبه، كل واحد يحيي ضميره، أنا مش مسؤول عن حد، يا فاطمة بنت محمد، اعملي ما شئتي  اعملي إني لا أغني عنك من الله شيئا.

وتابع: وظيفة الرسول التبليغ، قال تعالى لنبيه: «مَّا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ ۗ»،  وقال جل شأنه:«فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ (21) لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ (22)»، وعندما حكم الناس في المدينة كان بالتراضي، وهذا التراضي نتيجة فهم الدين، إذن هو الأساس.

الاجتهاد في الدين نتاج صاحبه وليس نتاج الله

قال الدكتور سعد الدين الهلالي الأستاذ بجامعة الأزهر إننا بحاجة إلى كشف حقيقة الفتوى بأنها نتاج فكر من أفتى، وكشف حقيقة التفسير بأنه نتاج من فسر، كذلك كشف حقيقة من اجتهد بأنه نتاج من اجتهد. وليس نتاج الله عز وجل، وليس نتاج أمر مقدس.

الهلالي يثير الجدل: الاجتهاد في الدين نتاج صاحبه وليس نتاج الله

وتابع خلال استضافته على منصة مجتمع:  «هذا طالما ليس مقدسا، فكلنا غير مقدسين، إذن كلنا نحترم بعض، ونقر بالسيادة لابد أن يكون كل بني آدم سيد،«وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ ۖ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا (13)»، مشددا: لابد أن نسعى لذلك، ونقول للمفسرين أنتم مفسرين خادمين.كما أن الأطباء خادمين للمرضى، والمريض من حقه أن يقول له مش عايز العلاج، كذلك الأمر بالنسبة لـ فقهاء الدين هم خادمين للإنسان. إذن فقه الدين يقدم فقها كخدمة، ولا يقدم فقهه كسلطة.

الفقهاء خدام.. الهلالي يثير الجدل: الاجتهاد في الدين نتاج صاحبه وليس نتاج الله

دار الإفتاء: دعاء الاستفتاح سنة عند جمهور الفقهاء ولا يُنكَر على تاركه

وأوضح أن الدول التي تأخذ الفتوى كسلطة، والدين كسلطة، خالفت أصل الخدمة، وأقول لكل المشاهدين ومشاهدات، أن سيدنا رسول الله حكم المدينة بدستور المدينة، الذي كتب كوثيقة لسيدنا رسول الله وبين أهل المدينة، منهم تسع قبائل يهودية، على التوافق كيف يعيشون.

هل الأزهر ولي الأمر في الدين؟.. رد صادم من سعد الهلالي

كان الدكتور سعدالدين الهلالي الأستاذ بجامعة الأزهر قد أكد عبر برنامج "أسئلة حرجة" أن الأزهر ولي الأمر في الأمانة العلمية، وليس ولي الأمر في الدين نفسه.

وأرجع ذلك بأن هناك مصنفات دينية صدرت قبل إنشاء الأزهر الشريف نفسه المذاهب الدينية جاءت قبل إنشاء الأزهر، وهو مكان تجميع معلومات وهو طلبته يعلم ذلك. 

غفلة شديدة وجهل مطبق 

ومن جانبه، قال الدكتور بسيوني عويضة عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر، إن هذه غفلة شديدة، وجهل مطبق من مثيرٍ للقلاقل الحاقد صبي خالد، دأب على إثارة الهرطقات، فالولاية في الدين لصاحب الشرع (الله ورسوله)- صلى الله عليه وسلم-، ثم لورثة الأنبياء والرسل في العلم الديني، والأزهر بحكم تخصصه ونوعية دراسته الدينية يكون هو الوارث والمسؤول الأول عن حراسة تعاليم الدين، والفتيا فيها، ونشرها ونفي تحريف الغلاة والمتشددين، وتفريط المتحررين٠