بعد سنوات من الخلاف على الدم.. قرية ميت حبيش البحرية بالغربية تشهد أكبر جلسة صلح بين عائلتي البنا وشلبي

شهدت قرية ميت حبيش البحرية التابعة لمركز ومدينة طنطا، اليوم الخميس، انعقاد أكبر جلسة صلح عرفية بين عائلتي "البنا" و"شلبي"، بحضور عدد من القيادات الأمنية والتنفيذية، وأعضاء مجلس النواب، وقيادات أزهرية، وذلك لإنهاء خلاف استمر لسنوات طويلة بين العائلتين.

تعود وقائع النزاع إلى عام 2022، حينما نشبت مشاجرة بين الطرفين، أسفرت عن مقتل أحد أبناء عائلة "البنا" وإصابة آخر، مما أدى إلى تصاعد حدة الخلاف. على إثر ذلك، تم تحرير محضر بالواقعة، وتولت النيابة التحقيق، التي أمرت حينها بندب الطب الشرعي لتشريح الجثة لبيان سبب الوفاة، كما كلفت الأجهزة الأمنية بسرعة إجراء التحريات حول الحادث.
وفي إطار الجهود الأمنية لاحتواء الموقف ومنع تفاقم الأحداث، فرضت مديرية أمن الغربية طوقًا أمنيًا حول القرية، كما تم ضبط عدد من المتهمين من الجانبين، وجرى عرضهم على النيابة العامة. وبعد استكمال التحقيقات، أصدرت محكمة جنايات طنطا الدائرة الثالثة حكمها في القضية رقم 15506 لسنة 2022 جنايات مركز طنطا، والمقيدة برقم 1142 لسنة 2022 كلي غرب طنطا، بمعاقبة اثنين من المتهمين بالسجن المؤبد بتهمة القتل العمد، ومعاقبة متهم ثالث بالسجن عامين بتهمة البلطجة.
وظل النزاع بين العائلتين قائمًا رغم الأحكام القضائية، مما استدعى تدخل عدد من كبار العائلات والقيادات الشعبية ورجال الدين لمحاولة رأب الصدع وعقد جلسة صلح بين الطرفين. وبعد جهود استمرت لأشهر، تم التوصل إلى اتفاق لعقد جلسة الصلح اليوم في حضور مكثف للقيادات الأمنية، التي شددت على ضرورة الالتزام ببنود الاتفاق وعدم العودة إلى العنف أو الثأر.
خلال الجلسة، أعلن ممثلو العائلتين قبولهم للصلح ونبذ الخلاف، مؤكدين احترامهم للأحكام القضائية واستعدادهم لفتح صفحة جديدة قائمة على التعايش السلمي داخل القرية. كما وجهت القيادات الدينية كلمة للحضور أكدت فيها أهمية التسامح، وضرورة الاحتكام للقانون بدلاً من اللجوء إلى العنف.
من جانبها، أكدت الأجهزة الأمنية استمرار متابعة الأوضاع داخل القرية لضمان عدم تجدد الخلافات، مشددة على اتخاذ إجراءات صارمة تجاه أي محاولة لإثارة الشغب. كما عبر أهالي القرية عن ارتياحهم لإنهاء النزاع، معربين عن أملهم في أن يكون هذا الصلح خطوة نحو تحقيق الاستقرار داخل المنطقة.