عاجل

طارق فهمي: الإدارة الأمريكية تسعى لإعادة صياغة حضورها السياسي والدبلوماسي

طارق فهمي
طارق فهمي

أكد الدكتور  طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، أن الدور الأمريكي في الشرق الأوسط يظل محوريًا ومؤثرًا، مشددًا على أن الإدارة الأمريكية الحالية تولي اهتمامًا خاصًا بتعزيز علاقاتها مع القوى والوسطاء الكبار في المنطقة، وذلك في محاولة لإعادة صياغة حضورها السياسي والدبلوماسي.

الدور الأمريكي بالمنطقة

وأوضح فهمي، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج «على مسئوليتي» المذاع عبر قناة «صدى البلد»، أن الولايات المتحدة تبذل جهودًا لإظهار نفسها كطرف قادر على إدارة الأزمات في المنطقة، لافتًا إلى أن القاهرة ودولاً أخرى تقدم بدورها نقاطًا إيجابية للإدارة الأمريكية يمكن البناء عل ، وأضاف أن التعاون مع واشنطن في هذه المرحلة قد يفتح آفاقًا جديدة لمعالجة الملفات العالقة.

إنجاح مبادرة وقف إطلاق النار

وتابع أستاذ العلوم السياسية أن هناك تصميمًا واضحًا من الإدارة الأمريكية على إنجاح مقترح وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طرح هذا الأمر للمرة الأولى بنفسه بشكل مباشر، وهو ما يعكس إدراكًا متزايدًا بضرورة وضع حد للتصعيد العسكري.

وأوضح أن ترامب يمتلك أوراق ضغط على رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، تمكنه من دفعه إلى القبول بوقف الحرب الدائرة، خصوصًا أن الإدارة الأمريكية بدأت بالفعل في الحديث عن رؤية أشمل تتجاوز مجرد الهدنة المؤقتة، لتشمل تسوية أوسع للصراع.

موقف نتنياهو من المقترح

وأشار فهمي إلى أن مقترح وقف إطلاق النار يتضمن 21 بندًا، بعضها قد يلقى اعتراضًا من جانب حكومة الاحتلال بقيادة نتنياهو، خاصة البنود التي تتعلق بالترتيبات الأمنية والإنسانية وإعادة الإعمار. وأكد أن هذه التحفظات متوقعة، لكنها لا تقلل من أهمية الخطوة الأمريكية التي قد تشكل مدخلًا جادًا لتغيير مسار الأزمة.

رؤية أوسع للتسوية

كما لفت إلى أن الإدارة الأمريكية لا تركز فقط على وقف إطلاق النار، بل تسعى لتقديم إطار متكامل للتسوية، يوازن بين متطلبات الأمن وضرورات الاستقرار الإقليمي ، وأوضح أن استمرار القتال في غزة يفاقم من الأزمات الإنسانية ويؤثر سلبًا على صورة واشنطن في المنطقة، لذلك فإن نجاح هذا المقترح سيكون مكسبًا سياسيًا كبيرًا لها.

فرصة لإعادة التوازن

واختتم فهمي تصريحاته بالتأكيد على أن نجاح المبادرة الأمريكية سيعيد التوازن إلى معادلة الصراع، مشددًا على أن المنطقة تحتاج إلى تحركات مسؤولة من القوى الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة، حتى يتم التوصل إلى حلول مستدامة تعيد الأمن والاستقرار وتخفف من معاناة المدنيين.

تم نسخ الرابط