الخطوبة بين الأخلاق والشرع.. نصائح أمين الفتوى للتعامل مع المواقف المحرجة

أجاب الدكتور علي فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال إبراهيم من الشرقية، الذي قال: "من فترة طويلة تقدمت لخطبة فتاة وشرحت لها كل ظروفي، وكان والدها قد قال لي: 'هنكلمك لاحقًا'، انتظرت فترة طويلة ولم يتواصل أحد معي، ثم سألتهم فكانت الإجابة أن كل شيء نصيب، لاحقًا اكتشفت أنهم اتريقوا علي، فما حكم تصرف البنت وأهلها في هذا الموقف؟ وكيف يجب التعامل مع مسألة الخطوبة والرفض بطريقة إنسانية؟".
فتاوى الناس
وقال الدكتور علي فخر، ببرنامج "فتاوى الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الأحد، إن أول قاعدة في مسائل الخطوبة والزواج هي التعامل بأسلوب إنساني يحترم مشاعر الطرفين.
وأضاف: "عندما يذهب العريس لمقابلة البنت أو أهلها، يجب أن تكون المقابلة بنية التعارف والاحترام، وإذا أعجب الطرفان ببعضهما يُكمل الأمر، وإذا لم يعجب أحدهما الآخر، يتم رفضه بأسلوب لائق دون التحدث عن الطرف الآخر بسلبية أو تشويه سمعته".
وأشار إلى ضرورة تحديد مدة محددة للرد بعد المقابلة سواء بالموافقة أو الرفض، لتجنب الانتظار الطويل والإحراج النفسي، موضحًا أن الحديث عن سبب الرفض يجب أن يكون في نطاق الخصوصية والأمانة، دون أن يتحول إلى فضح أو انتقاد للأهل أو البنت.
وأكد أن رفض الطرفين مبكرًا أفضل بكثير من الاستمرار في مراحل متعددة من الخطوبة أو الزواج في ظل شعور بعدم الراحة، لأن ذلك يقلّل المشاكل المستقبلية ويحمي المشاعر من الألم والإحراج.
وقال: "في النهاية كل شيء بيد الله، والنصيب يأتي في الوقت المناسب، فعلينا التصرف بحكمة وصدق منذ البداية حفاظًا على مشاعر الجميع وسلامتهم النفسية".
https://youtu.be/XTNppcpHEl0?si=hS2OsE_YNgsxaubR
هل يحق للزوجة الامتناع عن زوجها إذا ارتكب معاصي؟
من جهة أخرى، أوضحت دار الإفتاء المصرية، موقف الشرع من حق الزوجة في الامتناع عن زوجها في حال ارتكابه معاصٍ لا تلحق بها ضررًا مباشراً، ومدى تأثير هذه المعاصي على حلّ العلاقة الزوجية.
هل يحق للزوجة الامتناع عن زوجها إذا ارتكب معاصي؟
وأكدت دار الإفتاء أن ارتكاب أحد الزوجين للمعاصي لا يعد سببًا شرعيًا لسقوط حقوقه على الطرف الآخر، ولا يبيح للزوجة الامتناع عن زوجها تحت ذريعة ارتكابه شيئًا من المعاصي، ما لم تكن تلك المعاصي مسببة لضرر مباشر عليها. وأشارت إلى أن الزواج هو ميثاق غليظ بين الزوجين، يُبنى على أسس من المودة والرحمة والحقوق والواجبات المتبادلة.