عاجل

دعاء حسين: التنمر خطر يهدد الصحة النفسية والجسدية للأطفال ويتطلب تدخلاً مبكراً

الدكتورة دعاء محمد
الدكتورة دعاء محمد حسين

أكدت الدكتورة دعاء محمد حسين، استشاري الصحة النفسية والإرشاد الأسري والتربوي، أن التنمر يعد سلوكًا عدوانيًا خطيرًا لا يؤثر فقط على الضحية، بل يمتد أثره السلبي أيضًا إلى المتنمر نفسه. 


وأوضحت "حسين" في تصريح خاص لـ"نيوز رووم"، أن الأطفال الذين يتعرضون للتنمر يعانون من اضطرابات نفسية مثل القلق والتوتر والحزن، إضافة إلى انعكاس ذلك على صحتهم الجسدية من خلال فقدان الشهية واضطرابات النوم، فضلاً عن تراجع أدائهم الأكاديمي وضعف ثقتهم بأنفسهم وعلاقاتهم الاجتماعية. 

دور الأسرة في مواجهة التنمر 


وأضافت استشاري الصحة النفسية، أن للتنمر أسبابًا متعددة، أبرزها العنف الأسري، الإهمال، الضغوط الاجتماعية، الغياب الرقابي من الأسرة أو المدرسة، وأحيانًا الغيرة من تفوق الزملاء، وبينت أن الطفل المتنمر غالبًا ما يعكس ما يتعرض له من مشكلات وضغوط داخل أسرته أو بيئته المحيطة. 


وشددت على أهمية التدخل المبكر من الأسرة والمدرسة لمعالجة هذه الظاهرة، مع ضرورة تقديم دعم نفسي للطفل المتنمر لفهم دوافعه والعمل على تعديل سلوكه، إلى جانب وضع ضوابط وعقوبات واضحة لردع أي ممارسات سلبية. 

تعزيز السلوكيات الإيجابية 


أوصت "حسين"، بضرورة تخصيص حصص وأنشطة مدرسية لتعزيز السلوكيات الإيجابية بين الطلاب، وتفعيل دور الأخصائي النفسي داخل المدارس لتنمية الوعي بأهمية الاحترام المتبادل ونبذ السلوكيات العدوانية. 
وأكدت على أهمية التعاون المستمر بين أولياء الأمور والإدارة التعليمية لمتابعة سلوك الأبناء وتصحيح أي انحرافات في وقت مبكر.
 

وتابعت: "علينا أن نغرس في أبنائنا القيم والأخلاق قبل أي شيء، ونربيهم على الرحمة والإنسانية والتعامل مع الآخرين بالاحترام. فالتنمر ليس مجرد سلوك عابر، بل مشكلة حقيقية تستدعي وعياً مجتمعياً شاملاً لمواجهتها والحد من آثارها".

غياب دور الأسرة وضعف الخطاب الديني أبرز أسباب التنمر

في سياق متصل، فقد أكدت الدكتورة ريهام محيي الدين، أستاذ بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية، أن ظاهرة التنمر أصبحت من أبرز القضايا التي تستدعي الاهتمام في المجتمعات العربية والعالمية على حد سواء، نظرًا لما تتركه من آثار نفسية وسلوكية خطيرة على الأطفال والمراهقين.

وأوضحت "محيي الدين" في تصريحات خاصة لـ"نيوز رووم"، أن التنمر يختلف عن العنف العابر، فهو سلوك متكرر ومتعمد يستهدف شخصًا بعينه، بهدف استعراض القوة واستغلال نقاط الضعف لديه، سواء في الشكل أو اللون أو العرق أو الدين أو حتى في التميز الدراسي. 
وأشارت، إلى أن للتنمر ثلاثة أطراف: المتنمر، والمتنمر عليه، وجماعة المتفرجين أو المشجعين، لافتًة أن القائم بالتنمر غالبًا ما يكون قد تعرض في طفولته لظروف أسرية صعبة أفقدته الثقة بالنفس، فيسعى لإثبات ذاته بفرض سلطته على الأضعف منه.

تم نسخ الرابط