عاجل

ماكس مارا وأزياء مستوحاة من الماضي لربيع وصيف 2026

مجموعة ماكس مارا
مجموعة ماكس مارا

في أسبوع الموضة بميلانو لربيع وصيف 2026، قدمت ماكس مارا (MAX MARA) مجموعة آسرة، وغنية بالتفاصيل، جمعت بين الفخامة التاريخية والدقة العصرية. 
وتحت الإدارة الإبداعية لإيان غريفيث، استلهمت العلامة التجارية من الماضي، وتحديداً روعة زخارف عصر «الروكوكو»، وشخصية «مدام دي بومبادور» الغامضة، لابتكار قصة تحتفي بالأنوثة والقوة وضبط النفس. 

وكانت النتيجة مجموعة اتسمت بما وصفه غريفيث بـ«البساطة المفرطة»، وهو مصطلح يجسد المفارقة في جوهر جماليات هذا الموسم، وإلهام فخم يقدم من خلال منظور بسيط.

بين 1780 و1980: حوار عبر الزمن
 

افتتح العرض بفستان ترنش بلا أكمام تزيّنه انتفاخات رومانسية على الكتفين، لتليه مباشرة بدلة أنيقة بخطوط صارمة، في إشارة واضحة إلى لعبة التوازن التي اعتمدها المصمم بين زخارف القرن الثامن عشر ومشهدية الثمانينيات. 

هذه الثنائية لم تتوقف عند حدود القصّات، بل انعكست في الزينة أيضاً. فالأزهار المصنوعة من الأورغنزا أو أكاليل الأقمشة المتدلية على الوركين والكتفين، بدت في بعض الأحيان وكأنها تحاكي أزياء الروكوكو بقدر ما تستحضر زي "البيرّو" الشهير الذي ارتداه ديفيد بوي على غلاف ألبومه Scary Monsters .

وجود بوي على لوحة الإلهام لم يكن صدفة، بل جزءاً من رحلة غريفيثس في الربط بين أيقونات الماضي والحاضر. 

فقد أشار إلى أن المجموعة "تحتفي بمدام دو بومبادور وكأنها امرأة معاصرة"، مؤكداً أن الحداثة والأناقة هما الهدفان الأساسيان للعمل.

الأزياء والجرأة الجسدية
 

إذا كانت بومبادور رمزاً للأناقة المترفة، فإن أزياء ماكس مارا الجديدة جاءت أكثر خفةً وإغراءً، إذ سيطر عليها حضور الجسد المكشوف. الكروب توب والجاكيتات القصيرة سلّطت الضوء على بطون مشدودة، في حين ظهرت الأكتاف العارية والظهور المكشوفة والسراويل القصيرة بكثرة. الإيحاءات الجريئة لم تكن مباشرة، لكنها حضرت عبر تفاصيل مثل الأشرطة السوداء المشدودة على الخصر أو تلك التي تحوّلت إلى أحزمة تشبه الهارنس ترفع قصّات الهالتر.

المفاجأة الكبرى كانت الغياب النسبي للمعاطف، التي تُعتبر العمود الفقري لهوية ماكس مارا. لكن غريفيثس لم يتخلّ عنها تماماً، فقدّم نسخة مبتكرة من معاطف الترنش القصيرة، إلى جانب بدلات ضيقة ستلقى رواجاً واسعاً بين عاشقات البساطة العملية.

الحد الأدنى يفرض كلمته
 

في خضم موجة الماكسيماليزم التي تكتسح عروض ميلانو، جاء عرض ماكس مارا ليؤكد ولاءه للبساطة والحد الأدنى. سيطر البيج والكاراميل على اللوحة اللونية، مع بعض اللمسات الموحية مثل الطبعات الزهرية الشبحية أو الرسوم البحرية التي بدت كاستراحة بصرية وسط صرامة الألوان الأحادية. النتيجة جاءت أكثر انحيازاً إلى النقاء والصفاء، وهو ما يضع المجموعة في موقع مغاير عن بقية العروض الإيطالية المفعمة بالتفاصيل والازدحام البصري.

غريفيثس بين الأمس واليوم
 

اللافت أن لوحة الإلهام لم تقتصر على صور بومبادور وبوي. فقد أضاف غريفيثس صورة قديمة لنفسه، مرتدياً سترة لامعة ضخمة الأكتاف صمّمها في شبابه للذهاب إلى نادي "بليتز" الشهير في لندن الثمانينيات. تلك اللحظة الشخصية استعادها المصمم اليوم لتصبح جزءاً من سردية المجموعة، مؤكداً أن الموضة ليست فقط عن التاريخ أو الرموز الثقافية، بل أيضاً عن تجارب ذاتية وصدى ذكريات شخصية.

والمفارقة أنّ السترة التي صمّمها في مراهقته على آلة خياطة والدته تضمنت على الكتفين وردتين صغيرتين من القماش، تفاصيل بسيطة لكنّها تكرّرت هنا كرمز يجمع بومبادور وبوي وغريفيثس نفسه في خيط واحد.

تم نسخ الرابط