عاجل

الربط الكهربائي بين مصر واليونان.. ما هي المكاسب والعوائد الاقتصادية المتوقعة؟

الخط الكهربائي إلى
الخط الكهربائي إلى اليونان

تواصل الحكومة جهودها لتنفيذ مشروع الربط الكهربائي مع اليونان، الذي يُعد أحد أهم مشروعات التعاون الثنائي في قطاع الطاقة خلال السنوات الأخيرة، وذلك في خطوة تعكس التوجه المصري نحو تعزيز مكانتها كمركز إقليمي للطاقة.

مشروع الربط الكهربائي لا يقتصر على تبادل الكهرباء بين البلدين، بل يمثل بوابة استراتيجية لربط مصر بشبكة الكهرباء الأوروبية، بما يفتح آفاقًا واسعة للتصدير والاستثمار.

أهمية الربط الكهربائي

يهدف مشروع الربط الكهربائي إلى إنشاء خط كهربائي بحري عالي الجهد يربط الشبكة المصرية بنظيرتها اليونانية عبر البحر المتوسط.

ويأتي مشروع الربط الكهربائي ضمن خطة أوسع لربط مصر بقبرص ثم أوروبا، ما يتيح لمصر تصدير فائض إنتاجها من الكهرباء، خاصة من مصادر الطاقة المتجددة مثل الشمس والرياح، إلى الأسواق الأوروبية التي تسعى لتقليل اعتمادها على الوقود الأحفوري.

ويُعد الربط الكهربائي جزءًا من استراتيجية "الربط الثلاثي" بين مصر وقبرص واليونان، والتي تم توقيع مذكرات تفاهم بشأنها في السنوات الماضية، وتلقى دعمًا سياسيًا واقتصاديًا من الاتحاد الأوروبي، نظرًا لدورها في تعزيز أمن الطاقة في المنطقة.

ابراج الكهرباء
ابراج الكهرباء

العوائد الاقتصادية المتوقعة

تشير التقديرات الأولية إلى أن المشروع سيحقق عوائد اقتصادية كبيرة لمصر، أبرزها:

- زيادة صادرات الكهرباء: من المتوقع أن ترتفع صادرات مصر من الكهرباء إلى أوروبا، خاصة في فترات الذروة، ما يدر دخلًا بالعملة الصعبة ويعزز الميزان التجاري.
- جذب الاستثمارات الأجنبية: الربط مع أوروبا سيشجع شركات الطاقة العالمية على الاستثمار في مشاريع توليد الكهرباء من المصادر المتجددة داخل مصر.
- تعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي للطاقة: يرسخ المشروع موقع مصر كمحور لتبادل الطاقة بين إفريقيا وأوروبا، ويعزز من قدرتها التفاوضية في أسواق الطاقة العالمية.
- تحقيق الاستدامة: تصدير الكهرباء النظيفة يدعم جهود مصر في التحول نحو الاقتصاد الأخضر، ويعزز التزاماتها البيئية الدولية.

ابراج الكهرباء
ابراج الكهرباء

تأتي هذه الخطوة في ظل امتلاك مصر فائضًا كبيرًا في إنتاج الكهرباء، بعد تنفيذ مشروعات عملاقة مثل محطات سيمنس الثلاث، والتوسع في الطاقة الشمسية والرياح، خاصة في مناطق بنبان وخليج السويس.

كما أن موقع مصر الجغرافي يجعلها نقطة عبور مثالية للطاقة بين القارات، وهو ما دفعها لتوقيع اتفاقيات مماثلة مع السعودية والسودان وليبيا.

في ظل التحديات العالمية المتعلقة بأمن الطاقة، والتقلبات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وأوروبا، يمثل الربط الكهربائي مع اليونان استثمارًا استراتيجيًا طويل الأمد، يعزز الاستقرار الاقتصادي، ويضع مصر في قلب معادلة الطاقة الإقليمية والدولية.

تم نسخ الرابط