عاجل

المونيتور: قاعدة باغرام هدف استيراتيجي لبسط النفوذ الأمريكية على آسيا الوسطى

قاعدة باغرام الجوية
قاعدة باغرام الجوية الأمريكية

في التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ترمي إلى رغبته في استعادة السيطرة على قاعدة باغرام الجوية في أفغانستان، وهذا ما يجعل يعزز موقف الولايات المتحدة لمواجهة نفوذ كل من إيران والصين لبسط سيطرتها في آسيا الوسطى، وفقًا صحيفة المونيتور الأمريكية

وكان ترامب قد أشار في المرة الأولى إلى استعادة باغرام خلال مؤتمر صحفي في 18 ديسمبر ثم صعد من لهجته بعد يومين في منشور له على منصته تروث سوشيال هدد فيها أفغانستان بعقوبات غير محددة إذا لم تعيد حكومة طالبان باغرام الجوية.

وبعد توليه منصبه في يناير 2025 من هذا العام تكشف تقارير مارست ضغوطات سرا على  فريقه للأمن القومي بحثا عن خيارات  لاستعادة باغرام بعد الانسحاب الأمريكي المتسرع في 2021، فبحسب المونيتور أن استعادة باغرام تعد خطوة جريئة من الولايات المتحدة في ظل تصاعد التوترات أبرزها أن طالبان ستعتبرها غزو جديد.

كما أضاف التقرير أن هذة الخطوة ستكون محفوزفة بالعقبات ما لم تحمل خطوات استيراتيجية أو اقتصادية من قبل واشنطن، لتسارع حركة طالبان في الرد في بيان لها في 21 ديسمبر برفض طلب ترامب مشيره إلى الاتفاقيات السابقة مؤكده أن سلامة واستقلال افغانستان وأراضيها أهمية قصوى.

أين تقع قاعدة باغرام؟

تقع قاعدة باغرام على بعد 50 كيلو متر من شمال كابول، كانت أكبر موقع عسكري أمريكي في أفغانستان في ظل حرب واشنطن على طالبان استمرت 20 عاما.

وقد تشمل السيناريوهات المحتملة لاستعادة قاعدة لاغرام إمكانية الوصول المشروط أو المؤقت للقاعدة او إجراء تبادل يتضمن تنازلات كالاعتراف بحكومة طالبان أو تقديم مساعدات إنسانية، فيما لم يستبعد الرئيس الأمريكي خيار التدخل العسكري المباشر لاستعادة القاعدة أو إرسال قوات عسكرية للقاعدة إذا لزم الأمر

ويشير المحلل العسكري المقيم في إسلام آباد  نافيد علي شيخ أن الانسحاب الأمريكي تم وفقا لاتفاق مع حركة طالبان يقضي بتأمين القاعدة من قبل الحركة مقابل الحفاظ على الأصول العسكرية إضافة إلى تلقي مساعادات مالية.

فيما يرى شيخ أن الحركة تلقت دعما ماليا من الهند والصين وهذا ما يثير قلق الولايات المتحدة هذا التقارب الإقليمي.

سبب رغبة ترامب في استعادة قاعدة باغرام

سلط ترامب بشكل صريح عن سبب رغبته في استعادة القاعدة قائلا: "أحد أسباب رغبتنا في هذة القاعدة أنها تبعد ساعة واحدة عن مكان تصنيع الأسلحة النووية في الصين"، ومن المرجح أن يشير ترامب إلى المنشأة التجارب النووية التي تقع في منطقة لوب نور بإقليم شينجيانغو إذ تعمل الصين على توسيع مواقعها لإطلاق الصواريخ النووية والتي يحتمل أن يكون 400 موقع قد يصلوا إلى الأراضي الأمريكية، ووفقا لتقرير وزارة الدفاع الأمريكية المقدم للكونغرس أنه بحلول 2030 قد تصل الرؤؤس النووية الصينية إلى 1000 رأس

يوضح شيخ أن أي عودة عسكرية للوجود الأمريكي في افغانستان سيعرقل اي استثمارات صينينة ويحد من نفوذها مؤكدا محدودية النفوذ الأمريكي رغم السيطرة العسكرية التي امتدت ل 20 عاما .

كما يفيد محللون أنه قد تكون الدوافع المحتملة وراء رغبة الولايات المتحدة لاستعادة قاعدة باغرام هي التنافس على المعادن الأرضية النادرة بأرض أفغانستان والتي باتت هدفا استيراتيجيا للقوى الكبرى وعلى رأسها واشنطن، مشيرًا إلى البعد الجيوسياسي للقاعدة التي تقع باغرام على بعد 800 كيلو متر من ممر واخان الحدودي مع الصين وذلك بسيطرة واشنطن عليها يمنحها مراقبة التمدد النفوذ الصيني في المنطقة وخاصة ارتباط افعانستان بمباردة الحزام والطريق والممر الاقتصادي الباكستاني.

كما أن الأهداف الاستيراتيجية لترامب للسيطرة على باغرام لا تقتصر على الصين فقط بل تشمل مراقبة الأنشطة النووية الإيرانية والتحركات العسكريات خاصة على الحدود الشرقية الأفغانية.

كما ذكرت طهران تايز أن أي وجود أمريكي في باغرام سيمكنها من استطلاع بعمليات مسيرة ومراقبة إلكترونية ونشر قوات العمليات الخاصة وشن هجوم صاروخي جوي

كما حذرت الصحيفة أن إيران سوف تكون محاصرة وفي وضع خانق قد يضعف شراكتها الاستيراتيجية مع الصين
وفي السياق ذاته ترى قناة بريس تي في أن الاستحواذ على باغرام سيكون تقدم وميزة للولايات المتحدة على المستوى الجيوسياسي والإقليمي ولكن هذة الميزة لا تخلو من المخاطر، وأن أي احتلال لباغرام سوف يجعل منها هدفا استيراتيجيا للمناهضين المسلحين للولايات المتحدة، مما يفرض على واشنطن التزامات أمنية ضخمة لضمان سلامة القاعدة.

تم نسخ الرابط