هل فشلت القوة العسكرية الإسرائيلية في تحقيق الأمن؟.. خبير استراتيجي يجيب

أكد محمد دحلة، خبير الشؤون الإسرائيلية، أن اعتراض إسرائيل لصاروخين أُطلقا من اليمن يشير إلى أزمة أعمق تتعلق بفشل سياسة الحكومة الإسرائيلية التي تعتمد على القوة العسكرية فقط، موضحًا أن هذا النهج المتشدد لن يفضي إلى إنهاء النزاع القائم، ولن يحقق الأمن للإسرائيليين ما لم يتم السعي نحو حل سياسي شامل يضمن الحقوق المشروعة للشعوب المتضررة.
القوة وحدها لا تكفي
في تصريحات عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أوضح دحلة أن الجيش الإسرائيلي لا يزال يعتمد على القوة كخيار أساسي لإخماد الجبهات المختلفة، دون مراعاة ضرورة التوصل إلى حلول سياسية مستدامة، مضيفًا أن استمرار النزاع وتصاعد العنف يعكسان إخفاق هذا النهج العسكري في إخماد التوترات أو ضمان الأمن والاستقرار للإسرائيليين.
وحول إطلاق الصواريخ من اليمن، أوضح دحلة أن جماعة الحوثيين تواصل إطلاق الصواريخ كجزء من ردهم على ما يعتبرونه "انتهاكات إسرائيلية" وخرقًا للهدنة، إلى جانب استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وأشار إلى أن هذه الصواريخ رغم اعتراضها تمثل تهديدًا إضافيًا للمجتمع الإسرائيلي الذي يعيش تحت وطأة الخوف والقلق الناتج عن استمرار التصعيد.
اليمن وتصعيد غزة
وأوضح دحلة أن العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة تسبب في سقوط العديد من الشهداء الفلسطينيين نتيجة الغارات الجوية المكثفة، مما يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع، ويعمّق مشاعر الغضب لدى الفلسطينيين الذين يعانون من نظام الاحتلال والأبارتهايد المفروض عليهم.
وفيما يتعلق بإمكانية إنهاء النزاع، شدد دحلة على أن الحل الوحيد لتحقيق السلام والأمن يكمن في الوصول إلى اتفاق سياسي طويل الأمد يضمن الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها حقهم في العيش بحرية وكرامة في دولة مستقلة لهم.
وأكد أن استمرار الحرب التي دخلت عامها الثاني يُظهر عجز الخيار العسكري عن حل الصراع، لا سيما في ظل استمرار الهجمات الإسرائيلية المتكررة على غزة، وتهديد الصواريخ القادمة من جبهات متعددة، منها اليمن، رغم التدخلات العسكرية الأمريكية هناك.

التصعيد والتوتر بالمنطقة
وأشار دحلة إلى أن استمرار السياسات الإسرائيلية المتشددة يؤدي فقط إلى مزيد من التصعيد، ويزيد التوتر في المنطقة بأسرها، داعيًا إلى ضرورة تحقيق توافق بين الأطراف المتنازعة، بما في ذلك الحكومة الإسرائيلية وحركة حماس، برعاية دولية فاعلة مثل مصر وقطر والولايات المتحدة، بهدف التوصل إلى حل سياسي شامل يضع حدًا لهذه الأزمة المستمرة.
وأكد دحلة أن تصاعد العنف وسقوط المزيد من الضحايا الفلسطينيين في غزة يُثبت بما لا يدع مجالًا للشك فشل الخيار العسكري، وأن السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والعدالة لجميع شعوب المنطقة هو عبر إحلال السلام القائم على الاعتراف بحقوق الفلسطينيين التاريخية.
واختتم دحلة تصريحاته بالتأكيد على أن الفلسطينيين منذ عشرات السنين يناضلون من أجل إقامة دولتهم المستقلة، وأن تجاهل هذا المطلب المشروع لن يؤدي إلا إلى استمرار دائرة العنف والتوتر، مما يهدد أمن واستقرار المنطقة بأكملها.