الإفتاء: لا يُشترط اللون الأسود في ثياب الإحداد.. والعبرة بعدم الزينة

أكدت دار الإفتاء المصرية أن ثياب الإحداد للمرأة ليست محصورة في لون معين، كالأسود، وإنما الضابط في هذا هو ما يُعد زينة في العرف؛ فكل ما اعتبره الناس ثياب زينة يُمنع على المرأة المحِدّة لبسه، أما ما لم يكن كذلك فلا مانع منه شرعًا.
مدى اعتبار حصر ثياب الإحداد في اللون الأسود للمرأة
وأوضحت الدار في بيانٍ لها أن الحداد الشرعي للمرأة عند وفاة زوجها يكون بترك الزينة في الثياب، والطيب، والحُلي، وكل ما يعد من أدوات الزينة الظاهرة، لمدة أربعة أشهر وعشرة أيام، إذا لم تكن حاملاً، أما الحامل فعدتها تنتهي بوضع الحمل.
وأضافت الدار أن الثياب الممنوعة على المرأة في الإحداد هي التي تُقصد بها الزينة، كالمعصفر والممشقة، وهي ثياب مصبوغة بألوان زاهية يقصد منها التجمُّل، كما ورد في الحديث الشريف عن أم سلمة رضي الله عنها، أن النبي ﷺ قال: «المُتَوَفَّى عَنْهَا زَوْجُهَا لَا تَلْبَسُ المُعَصْفَرَ مِنَ الثِّيَابِ، وَلَا الْمُمَشَّقَةَ، وَلَا الْحُلِيَّ، وَلَا تَخْتَضِبُ، وَلَا تَكْتَحِلُ».
اللون الأسود لا يُعد شرطًا شرعيًّا للإحداد
وبيّنت دار الإفتاء أن اللون الأسود لا يُعد شرطًا شرعيًّا للإحداد، وإن جرت العادة في بعض المجتمعات بلبسه للدلالة على الحزن، فهذا لا يجعل منه حكمًا شرعيًّا لازمًا. وأشارت إلى أن بعض الثقافات قد تتخذ الأسود لونًا للزينة، كما هو الحال في بعض ما يسمى بـ"ثياب السهرة" النسائية، وفي هذه الحالة يُمنع لبسه أثناء الإحداد.
وأكدت الدار أن المرجع في اعتبار شيء من الزينة أو لا هو العُرف، كما قرره الفقهاء، وأن أي لباس يخرج عن المظهر المعتاد للمحِدّة ويُلفت النظر يُعد من الزينة الممنوعة، سواء كان أسود أو غيره.
أهمية التزام المرأة المُحِدّة بالضوابط الشرعية
واختتمت دار الإفتاء بيانها بالتأكيد على أهمية التزام المرأة المُحِدّة بالضوابط الشرعية، والابتعاد عن مظاهر الزينة، مع التذكير بأن الشرع راعى مشاعر الحزن، فجعل الإحداد وسيلة مشروعة للتعبير عنه، دون غلوّ أو إسراف في المظهر أو السلوك.