غادرت وفود دولية وممثلو عشرات الدول قاعة الأمم المتحدة أثناء خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم، في مشهد أثار تفاعلاً وتحليلات واسعة في الصحافة العالمية، وعكس تصاعد العزلة الدبلوماسية لإسرائيل في ظل استمرار الحرب على غزة ورفض المجتمع الدولي لطروحات نتنياهو بشأن القضية الفلسطينية.
تفاصيل الحدث في الأمم المتحدة
مع بدء حديث نتنياهو، انسحب ممثلو وفود أوروبية وعربية إلى جانب وفود من أمريكا اللاتينية وأفريقيا، احتجاجاً على سياسات حكومة الاحتلال في غزة، ورفضاً لما اعتبروه تجاهلاً للحقوق الفلسطينية. الخطاب جاء في قاعة شبه فارغة، فيما بقيت وفود محددة أبرزها الولايات المتحدة. وترافقت الخطوة مع هتافات ومظاهر احتجاجية في أرجاء القاعة وأمام مقر الأمم المتحدة في نيويورك، حيث تظاهر آلاف الأمريكيين ومناصري القضية الفلسطينية.
تحليل عالمي للحدث
التحليلات الصحفية الغربية وصفت الانسحاب الجماعي بأنه رسالة قوية على تدني الدعم الدولي لحكومة نتنياهو، وتعبير عن الاستياء المتزايد من السياسات الإسرائيلية وجرائم الحرب المستمرة ضد المدنيين في غزة. أشارت أيضاً إلى أن الاعتراف الدولي المتزايد بدولة فلسطين وتوجه دول مثل فرنسا وأستراليا وكندا والمملكة المتحدة في هذا المسار، عزز الغضب ضد خطاب نتنياهو ورفضه الحل السياسي القائم على دولتين.
في المقابل، رأت بعض الصحف أن خطاب نتنياهو لم يحمل جديداً سوى تكرار خطاب المواجهة ورفض الضغط الدولي، مع التأكيد على استمرار العمليات العسكرية في غزة والإشادة بدعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
دوافع الانسحاب وتأثيره المستقبلي
التحليل الإعلامي ربط مغادرة الوفود بموقف أخلاقي وسياسي من الحرب على غزة، واعتبرها بداية مرحلة جديدة من ضغط دولي منسق لإجبار إسرائيل على وقف التصعيد، مع إمكانية فرض عقوبات وتحركات دبلوماسية أوسع إذا استمر رفض الحلول السلمية والاعتداء على حقوق الفلسطينيين. الصحف العالمية تتوقع أن المشهد سيؤثر سلباً على صورة إسرائيل في الساحة الدولية وربما يعجل بقرارات رسمية تعكس عزلة غير مسبوقة.
فان خروج الوفود الدولية أثناء خطاب نتنياهو في الأمم المتحدة اليوم كان حدثاً مفصلياً يكشف حجم التحول في الرأي العام والمؤسسات الدولية تجاه السياسات الإسرائيلية، ويعكس بداية مرحلة جديدة يتضاعف فيها الضغط الدولي لعزل إسرائيل سياسياً ودبلوماسياً حتى تسلك نهجاً يحترم الحقوق الفلسطينية ويستجيب لمطالب المجتمع الدولي بوقف الحرب والعودة لمسار السلام.