عاجل

عودة أمريكية للقمر بعد نصف قرن: "أرتميس 2" تمهد الطريق نحو المريخ

ناسا
ناسا

 بعد أكثر من 50 عامًا على آخر رحلة مأهولة إلى القمر، أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا استعدادها لإطلاق مهمة "أرتميس 2" في مطلع عام 2026، في خطوة وُصفت بأنها تاريخية وتعيد الولايات المتحدة بقوة إلى سباق استكشاف الفضاء.

مهمة "أرتميس 2": رحلة مأهولة بلا هبوط

ستكون "أرتميس 2"، بحسب تقرير استعرضته قناة القاهرة الإخبارية، أول رحلة مأهولة حول القمر منذ مهمة "أبولو" الأخيرة عام 1972، إلا أن هذه المهمة لا تتضمن الهبوط على سطح القمر، بل ستقتصر على الدوران حوله والعودة إلى الأرض، لتمهّد الطريق أمام "أرتميس 3" المخطط لها عام 2027 والتي ستشهد أول هبوط بشري على القمر منذ عقود، وتحديدًا عند القطب الجنوبي.

هدف جديد: القطب الجنوبي ومخزون المياه

بعكس مهمات "أبولو" التي هبطت بالقرب من خط الاستواء القمري، تستهدف "أرتميس" القطب الجنوبي للقمر، حيث يُعتقد بوجود مخزونات من المياه المتجمدة يمكن تحويلها إلى أوكسجين وهيدروجين، مما يتيح استخدامها للشرب أو في توليد الوقود، ويؤسس لوجود طويل الأمد على القمر.

ما وراء القمر: طريق إلى المريخ

بحسب المهندس أحمد فريد، الخبير في وكالة الفضاء الألمانية، فإن أهمية هذه المهام تتجاوز الهبوط الرمزي، إذ تسعى "ناسا" لإنشاء بنية تحتية دائمة على القمر تشمل محطات طاقة ومركبات شحن، ليصبح نقطة انطلاق لبعثات مأهولة إلى كوكب المريخ، وربما إلى أبعد من ذلك في المستقبل.

وأوضح فريد في مداخلة مع القناة أن المشروع يتضمن بناء محطة فضائية تدور حول القمر تُدعى "Gateway"، لتكون نقطة ترانزيت دائمة بين الأرض وسطح القمر، ثم لاحقًا نحو الكوكب الأحمر.

أبعاد اقتصادية وتكنولوجية

وأكد تقرير القناة أن "ناسا" تخطط أيضًا لاستخراج عنصر الهيليوم-3 من تربة القمر، والذي يُستخدم في تطبيقات الحوسبة الكمية والاندماج النووي، حيث يُقدر ثمن الكيلوغرام الواحد منه بـ20 مليون دولار.

بعكس برنامج "أبولو" الذي كان حكوميًا بالكامل، يشهد برنامج "أرتميس" تعاونًا مع شركات خاصة، في خطوة تهدف لإنشاء اقتصاد قمري يتيح أنشطة تجارية دائمة في الفضاء.

تحديات هائلة وتمويل ضخم

من التحديات التي تواجه برنامج "أرتميس" التكلفة العالية، إذ يتطلب المشروع استثمارات ضخمة بمليارات الدولارات، بالإضافة إلى التحديات التقنية المرتبطة بالعيش والعمل في بيئة قاسية كالتي على سطح القمر، خاصة فيما يتعلق بالحماية من الإشعاعات وبناء منشآت تحت سطحه.

سباق جديد... لكن علمي لا سياسي

رغم دخول الصين السباق بخطة لإرسال رواد إلى القمر بحلول عام 2030، أكد الخبير أحمد فريد أن هذا السباق لا يحمل طابعًا سياسيًا كما كان الحال في الحرب الباردة، بل هو سباق علمي وتقني بحت، يهدف للاستفادة من موارد الفضاء وتعزيز القدرات البشرية في استكشاف أعماق الكون.

تم نسخ الرابط