مفتي الجمهورية ينعي العالم الجليل محمد المحرصاوي أحد رموز الأزهر

بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، نعى الدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية، والأمة الإسلامية والعربية، أحد أعلام الأزهر الشريف وخدمة العلم والدين، رحيل الدكتور محمد المحرصاوي، رئيس الأكاديمية العالمية للتدريب بالأزهر الشريف، ورئيس جامعة الأزهر الأسبق، الذي وافته المنية في هذه الأيام المباركة من شهر رمضان المعظم، وهي أيام اختصها الله بالرحمة والقبول، وجعل فيها أبواب الجنة مفتوحة.
مسيرة علمية حافلة بالعطاء
عُرف الفقيد بعلمه الواسع وإخلاصه في خدمة الدين والعلم، وكان مثالًا يُحتذى به في الإخلاص للعلم، حيث كان حريصًا على دعم الوسطية والاعتدال، ونشر قيم الرحمة والتسامح، ومدّ جسور التواصل الحضاري بين الشعوب والأديان، عبر مشاركاته الفاعلة في المنتديات العلمية، والمؤتمرات الدولية، والمبادرات التعليمية.
تولى الفقيد رئاسة جامعة الأزهر في مرحلة دقيقة من تاريخها، فأدارها بحكمة القائد، وعلم العالِم، وتواضع الصالحين. وكان للدكتور محمد المحرصاوي، دور بارز في دعم تطوير مناهج التعليم الأزهري، ورعاية طلاب العلم من شتى بقاع العالم، كما كان من أوائل الداعمين لإنشاء الأكاديمية العالمية للتدريب، ليترك بصمة خالدة في إعداد وتأهيل الكوادر الدعوية والعلمية على مستوى العالم الإسلامي.
وفي نعيه للفقيد، قال الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم :"أتقدّم بخالص العزاء والمواساة للأمة الإسلامية، ولأسرة الفقيد الكريم، ولأبناء الأزهر الشريف، برحيل الأستاذ الدكتور محمد المحرصاوي".
واضاف مفتي الجمهورية في دعائه للراحل "نسأل الله العلي القدير، في هذه الليالي الرمضانية المباركة، أن يتغمده برحمته الواسعة، وأن يجعل علمه صدقة جارية، ويجزيه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء".
"اللهم إن عبدك المحرصاوي قد جاءك وأنت أرحم به منا، فاللهم وسّع مدخله، وأنر قبره، واجعل مقامه في أعلى عليين، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا".
"اللهم اجعل القرآن العظيم شفيعًا له، وامنحه الأمن يوم الفزع الأكبر، وثبّته عند السؤال، وبلّغه منزلة الشهداء، وارزقه جنتك التي وعدت بها عبادك المتقين".
"اللهم لا تحرمنا أجره، ولا تفتنّا بعده، واغفر لنا وله، وألهمنا جميعًا الصبر والرضا بقضائك، آمين آمين يا رب العالمين.